صراع السلطه
سريعا ليضع أخر حزمة من الحشائش على العربة فاقتربت منه بالحزمة التي تحملها فالتقطتها آسر منها تعجب للغاية حينما شعر برجفة جسدها وقتما تلامست يديه بيدها دون قصد منه ولكنه لم يشغل تفكيره فوضع الحزمة من يديه على العربة فوجدها تهمس له بحذر
_مش عارفة أشكرك ازاي بجد تعبتك معايا.
تفحص بنظراته عم فضل المشغول بتجهيز الفرس ثم همس لها
جحظت عينيها في ذهول فاسترسل موضحا وهو يشير على قميصه
_القميص اتوسخ ولو الحاجة شافتني هتقتلني وتقتل عم فضل الراجل الطيب ده وطبعا ده ميخلصكيش فكده كده انتي هتيجي بالملفات العصر هخبي القميص وتعيدي تجدديه قبل ما الحاجة تشم خبر موافقة يا بنت الحلال
كبتت ضحكاتها بصعوبة خشية من أن يستمع والدها لها ثم قالت بصعوبة
منحها ابتسامة صافية قبل ان يشير لعم فضل بيديه قائلا
_لو عوزت حاجة ابقى كلمني يا عم فضل..
قال بوجها بشوش
_منحرمش منك يا ابني.
والټفت تجاهها ثم غمز نفس غمزته المعتادة وهو يقول
_مش عايز حاجة يا ريس..
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالنفي فغادر لسيارته ثم صعد للمقعد ليتحرك بسيارته وعينيه متعلقة بالمرآة التي تختم صورتها من خلفه وكلما تقدم بالسيارة استودع انعكاسها الذي يتباعد رويدا رويدا حتى اختفى وكان لإختفائه ألم موجع لقلبه ومشاعره!
صراع_السلطة_والكبرياء....
بقلمي_ملكة_الإبداع..
آية_محمد_رفعت.
_________
٥١٢ ١١٧ ص زوزو الدهاشنة..صراع_السلطة_والكبرياء..
الفصل_الثاني_عشر..
إهداء الفصل للقارئة الجميلة ميادة مطاوع كل سنة وأنتي طيبة يا جميلة ويارب سنين كتيرة أنتي قريبة فيهم للرحمن ....
عادت لمنزلها هائمة بهذا الآسر الذي استولى على عصابة تفكيرها وتربع بداخل قلبها فتارة ترتسم على شفتيها ابتسامة تداعبها بخلسة وتارة أخرى تنفض تفكيرها وتحاول الهاء عينيها بتأمل الخضرة مبدعة الجمال المنثورة على الجانبين أثناء تحرك العربة بين الحقول والمزارع بطريق عودتها للمنزل وليتها تمكنت من السيطرة فمازالت كلماته المرحة تضحكها بين الحين والآخر حتى أصبحت تتساءل عن كناية شخصيته الغامضة بالنسبة إليها!.
أفاقت تسنيم من غفلتها الشاردة بالآسر الوسيم على صوت توقف العربة فإنخفضت عنها ثم عاونت والدها على اخلاء العربة من الحشائش ومن ثم صعدت للأعلى لتغتسل ومن ثم تذهب لثرايا فزاع الدهشان لتنجز عملها توقفت قدميها عن متابعة الصعود حينما نادتها والدتها التي تقطن بالدور الأسفل الخاص بالطهي وإستقبال الضيوف عوضا عن الأعلى الخاص بغرف النوم وتابعت بندائها وهي تضيف بحنق
ارتعشت اطرافها وهي تواجه ما هو أسوء من المۏت بالاستدارة للخلف لرؤية ملامحه التي قد تسوء حالتها الغير مستقرة ومع ذلك ضغطت على شفتيها السفلية واستدارت وهي تردد بابتسامة مصطنعة
_أهلا يا خالو... نورت.
لوى فمه الغليظ وهو يعدل أطراف شاربه الكبير مشيرا بإصبعيه لشقيقته بحزن مصطنع
التهبت عين وولدتها پغضب لا وصف له فصاحت بها بعصبية شديدة
_ما تنزلي يا بت هنا وتسلمي على خالك أيه المياعة دي..
انقبض قلبها وهي تستمع لكلمات والدتها القاسېة فإن كانت لا تعلم ما الذي تواجهه ابنتها او ربما لم يستعب عقلها الطبيعي ما أخبرتها به سابقا فهي بنهاية الامر تمتلك الف عذر ومع كل خطوة خطتها تسنيم تجاهه وكأنها تجني الشوك بين يدها فتدلى ليلامس بطن قدميها حتى انتهى بها الحال امامه فمدت يدها المرتجفة من امامه وهي تبتسم بۏجع
_ازيك يا خالي..
احتضنها بصورة مفاجئة ومن ثم مرر يدها على ظهرها وكأنه يحتضنها بشوق وبأنفاس كريهة ردد
_وحشتيني يا بنت الغالية..
ابتعدت عنه تسنيم وهي ترتجف دون توقف فمنحها نظرة دانيئة جابت كل أنحاء جسدها وهو يردد بشھوانية مريضة
_كبرتي وبقيتي عروسة وعايزة الجواز اهو.
تعالت ضحكات والدتها وهي تجيبه بحنان
_أيوه امال ايه وهنلاقي مين أحسن من خالها اللي يسلمها لجوزها وبيت عدالها..
انتقلت نظرات تسنيم الغاضبة تجاهها ومن ثم قالت بصوت يحبس الدموع
_ويسلمني هو ليه وأبويا عايش.. ربنا يديه طولة العمر ويباركلنا فيه.
ولم تترك المجال لسماع اللازع منهما فصعدت للأعلى سريعا وما أن ولجت لغرفتها حتى أغلقتها بالمفتاح لتسقط من خلفه باكية منكسرة محطمة الفؤاد... عادت تلك الحالة الشنيعة تهاجمها من جديد فينخر البرد عظامها وكأنها في فصل الشتاء وليس الخريف دقائق مضت عليها قاسېة وهي تحاول بها استجماع شجعاتها للسيطرة عما يحاربها ولكن ماذا بيدها وهو أقوى منها ومن طاقتها الضيئلة بالمحاربة!.
توقفت سيارة يحيى أمام العمارة فهبط ومن ثم فتح باب السيارة ليجذبها برفق حملت ماسة الألعاب بفرحة ثم لحقت به فما أن ولج بها للداخل حتى وجد إلهام بانتظاره كما أخبرها هاتفيا أشار لها يحيى قائلا
_خدي ماسة وخليها ترتاح وأنا هطمن على حور وهجي وراكم.
أومأت الأخيرة برأسها ثم جذبتها للأعلى فقصد يحيى الشقة الخاصة بالفتيات طرق عدة مرات ففتح عبد الرحمن الباب ثم قال
_لحقت... ادخل.
ولج وهو يتمتم بغيظ
_يعني هعرف اللي حصل ومش هرجع!
اتبعه ثم أشار له على غرفة الضيافة فوجد أحمد بالداخل هو الأخير فقال
_طمنوني حور عاملة أيه دلوقتي
رد عليه أحمد بحزن
_أحسن... بترتاح جوا في أوضتها فسبناها على راحتها وخصوصا لأن الچرح في رجليها.
تفهم يحيى الوضع فتغاضى عن فكرته بالدخول للإطمئنان عليها فتساءل باهتمام
_هي جوه لوحدها مفيش حد معاها
أجابه عبد الرحمن بهيام مع نطق حروف إسمها
_تالين جوه معاها.
أومأ يحيى برأسه ثم عاد الصمت ليختزل معالمه من جديد والأخير يراقبه بتمعن ولدقائق طالت لتكسر بسؤاله
_أنت كويس حصل حاجه ولا أيه
اتجهت نظرات أحمد تجاهه ليستكشف الأمر فور سماع عبد الرحمن ابتلع يحيى ريقه بارتباك من أن تسوء العلاقة بينه وبين أحمد مجددا بعد سماع الشكوك التي تراوده وبالأخير يظل مجرد شك فمن الممكن أن يكون أصابها دور برد عادي لذا كان حريصا حينما أجابه
_مفيش الواحد حزين بس على حور طول عمرها جدعة وبتخدمنا من غير ما نطلب منها ده.
أجابه عبد الرحمن بتأييد
_ومن سمعك كلنا زعلانين عشانها بس الحمد لله الدكتور طمنا وقالنا الچرح مش عميق يعني أسبوع أو إتنين وهتبقى زي الفل.
هز رأسه وهو يردد
_ إن شاء الله.
الخروج من هذا المنزل الذي أصبح يسكنه هذا البغيض بات من أسمى أمنياتها ولحسن حظها بأنها لم تخفي عن والدتها أمر عملها بمصنع عائلة الدهاشنة فبات أمر خروجها من المنزل أمرا عاديا وأخيرا بعد طريقها الطويل وصلت أمام البوابة الضخمة التي تحمل لقبهم باعتزاز وكأنه شيئا ثمين لعقت شفتيها بلعابها بارتباك ومن ثم فتحت البوابة لتدلف للداخل غمرها الاسترخاء وهي تتأمل المساحات الخضراء التي تحد هذا المنزل الضخم الذي على الرغم من ثراء أهله الا أنه مازال من الطراز القديم وكأن أهله يسعدون بقدم طرازه كتذكار بأعمدة عائلة الدهاشنة وأصولها التي تمتد للجد الأكبر ليليه الابن ومن ثم فزاع الدهشان وصولا لفهد ولاحقا بالآسر..
راق لها تمسكهم بالطراز القديم كثيرا فقد رسمت صورة معاكسة لما