صراع السلطه
بين الباب تارة والعصير الموضوع من أمامها تارة أخرى كان يراقبها من أسفل الملف الموضوع من أمامه فنهض ليشير له بتهذب
_أيه رأيك نقعد برة في الحديقة جنب الاسطبل وبالمرة أعرفك على همام ومهجة.
كانت تعلم بأنه اقترح ذلك للخوف الذي يستحوذ عليها وراق لها موقفه الرجولي كثيرا فأعادت الملفات للحقيبة مجددا بينما حمل آسر العصير ليرافقها للخارج فسألته باستغراب
ابتسم وهو يردد
_لما نوصل هقولك.
أشارت له برأسها بهدوء ثم اتبعته للخارج فوقفت على مسافة بعيدة عنه تراقبه وهو يضع الطاولة المستديرة جوار الاسطبل ويعاونه أحد العمالين بالثرايا فوضع الكراسي ثم أشار لها بالاقتراب اقتربت منه ووضعت الحقيبة عليها فأشار بيديه على الفرس الاصيل من جواره لتتبعه لهجة فخر واعتزاز
تعلقت انظارها بهما فأحبتهما كثيرا مررت يدها على جسد الفرس الأبيض وهي تتساءل بتردد
_شكلك بتحب الخيل.
قال بشغف
_جدا وبالأخصهمام.
وقال كلماته وهو يمرر يديه على جسده ثم تابع بقول
_مامته ماټت وهي بتولده وكان ضعيف جدا بس أنا كنت جنبه ومسبتوش غير لما بقا زي ما أنتي شايفة.
_ تسنيم
_هاا..
ابتسم ساخرا
_ها أيه بناديكي من بدري.. تعالي يلا نخلص الملفات اللي حمضت دي.
ابتسمت واتبعته لتجلس مقابله فشرعوا بالعمل سويا..
انتشل يديه من بين يدها وهو يردد بتعصب شديد
_خبر أيه يا رواية ساحبة بقرة وراكي وأيه كل الرسايل اللي على التليفون دي!
كبتت ضحكاتها وهي تشير له بالصمت قائلة بحماس
تطلع للشرفة ثم قال ساخرا
_والموضوع المهم هيتقال إهنه!
هزت رأسها بدلال ومن ثم أشارت بيدها على الحدائق وبالأخص المكان المجاور للاسطبل فتطلع فهد تجاه ما تشير فوجد ابنه يجلس جوار فتاة ما ويتابع عدد من الأوراق الموضوعة من أمامه فقال بعدم فهم
لوت شفتيها بتذمر
_بالذمة بصتك دي قدرت تحلل الموقف أنت طول عمرك مش مدي لنفسك فرصة تتمعن وتتفحص الامور.
ابتسم وهو يداعبها بالحديث المرن
_طب قوليلي انتي شايفة أيه
هام هو بها وهامت هي بما تراه على متن مترات منها
_شايفة نظرات اعجاب في عين ابنك وإن يكن مش حب بس على الاقل البنت مناسبة ليه يا فهد لما تتكلم معاها هترتحلها جدا.
ترك التطلع بها ثم تساءل بجدية
_هو انتي تعرفيها
كبتت ابتسامته من التحليل القاتم التي ستستمع له عقب ما ستتفوه به فقالت
_آه.
منحها نظرة شك فقالت بتوضيح
_لسه متعرفة عليها من شوية بت زي العسل يا فهد جمال وأدب ده كفايا انها بنت عم فضل.
اتنقلت نظرات فهد تجاههم ثم قال بعد صمت وتفكير
_أنا معنديش مانع بس ابنك جاهز للخطوة دي... يمكن ميكنش بيفكر بيها بالشكل ده من الاساس..
ابتسمت بفرحة حينما تابع الحديث معها بلهجتها فيزداد عشقها له أضعافا حتى ولو أصبحت على عتبة المۏت انتبهت من غفلتها وهي تخبره
_متقلقش هتكلم معاه وهعرف اللي في قلبه بالظبط.
منحها ابتسامة مهلكة ومن ثم طبع قبلة صغيرة على جبينها ليهمس بحب
_طيب يا حبيبتي اتكلمي معاه ولو كده هدخله انا ونشوف هنعمل أيه!.
أومأت برأسها بفرحة لمسها فهد الذي ابتعد ليتجه للمندارة فتابعها وهي تتطلع لآسر بفرحة وتمنى فابتسم رغما عنه وهو يهمس بصوت لا يسمعه سواه هو
_يارب يفرحك دايما يا نور جلبي.
انتهت تسنيم من عملها فنهضت ثم جمعت الملفات بحقيبتها قائلة بابتسامة صغيرة
_كده كل الورق تمام عن أذن حضرتك.
وكادت بتخطيه فأسرعت رواية بالاقتراب منها ثم قالت بحزم
_على فين ان شاء الله ... أنتي مش هتخطي خطوة بره البيت ده من غير ما تتغدي معانا.
كادت بأن تعترض سريعا فوجهت رواية حديثها لابنها قائلة پغضب
_من أمته وضيوفنا بيمشوا من غير الواجب يا آسر..
رفع كتفيه وهو يردد بقلة حيلة
_معاها معتقدش منك ليها أوكي.
لم تستعب ما قاله ولكنها لم تبالي بل جذبتها للداخل عنوة فقالت تسنيم
_والله ما هقدر أنا أكلت قبل ما أجي.
قالت بصرامة
_مفيش حد بيدخل هنا وبيخرج كده وبعدين يا ستي لمتنا هتفتح نفسك مش كده ولا أيه يا آسر.
رغم تعجبه لمعاملة والدته المميزة لها الا انه قال
_صح... اللمة بتجوع إساليني أنا.
وجدت ذاتها تنخضع اليها فلحقت بهما للداخل على استحياء فلا مجال للهروب من عند وضع طرفيه أمام فرد من الدهاشنة.
شعرت بإختناق صدرها فلم تعد تجد ما يخفف عنها أو يجرف تفكيرها بعيدا عن هذا الرجل الغامض الذي ظهر لها من العدم فتمكن مما فشل معشوق طفولنها من فعله لم تعد تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله فلم تعد تملك التحكم بعقلها الذي يفكر به كل دقيقة وكلما حاولت تشتت ذهنها بالتفكير بخطيبها تعود للتفكير به من جديد جلستروجينا على الرمال المترسلة على مياه البحر تتأمل الأمواج الثائرة من أمامها وكأنها تحاربها او تذكرها بأن ما تفكر به لن يحدث أبدا وكأن هناك مصباح لتحقيق الأمنيات او ربما حورية تتدلل بين صفحات البحر فاستمعت لدموع تلك الفتاة البائسة الحائرة فمنحتها تحقيق لامنيتها وها قد أتي صوته الرجولي العميق من خلفها يردد
_مش قولنا نبعد عن اليخوت والبحر ناوية تنخطفي تاني ولا أيه
فتحت عينيها على مصرعيها ثم التفتت للخلف لتجده يقف مقابلها بطالته التي لم تفشل يوما بالسيطرة عليها نهضت عن الرمال وهي تردد بابتسامة مشتتة
_انت!
وضع أيان يديه بجيوب بنطاله القصير ومن ثم اقترب وهو يردد
_أيوه أنا..
ثم منحها نظرة أربكتها قبل أن يستطرد
_اتعودي انك هتشوفيني كل ما هتتهوري وتركبي يخت غلط او تفكري تقربي من المياة.
ابتسمت على دعبته اللطيفة وإن كانت تحمل معنى مبطن بقلقه عليها ربما يشعرها بأنها تعني له انتبهت لذاتها الهائمة به كالبلهاء فلعقت شفتيها بارتباك ساد الصمت ليقطعه أيان حينما قال بخبث
_شكلك مش مرتاحة لوجودي أشوفك بعدين.
وكاد بالمغادرة فركضت لتجتاز طريقه وهي تردد بلهفة
_لا بالعكس أنا فرحت إنك هنا.
توقف عن المضي قدما ثم تطلع لها فوجدها تغلق عينيها باحراج شديد ومن ثم سمحت لذاتها بالجلوس أرضا ثم أخذت تردد بتشتت
_أنا مش عارفة مالي بجد من ساعة ما شوفتك وأنا متلخبطة..
والتقطت نفس طويل قبل أن تتابع بضيق
_بحاول أخرجك من دماغي مش عارفة ومستغربة لاني مشفتكش غير كام مرة.
ورفعت عينيها اللامعة بالدموع تجاهه وهي تشير بأصبعها تجاهه
_أنا مخطوبة وهتجوز كمان شهرين والمفروض اني بحب خطيبي طب ليه بفكر فيك دايما.
ابتسم أيان وهو يتابعها بمكر وعدم تصديق لنجاحه السريع بخطته التي لم تكلفه عناء انخفض لمستواها ثم عاونها على الوقوف ليمنحها نظرة واثقة كسرها بعد دقيقة من الصمت حينما قال
_هتصدقيني لو قولتلك اني لما شوفتك حسيت بشيء غريب.
ورفع شفتيه بعدم اكتثار
_يعني واحدة بتتعرض لاعتداء وساعدتها واتعرضت للمۏت قدام عيوني وجايز لو نزلت المية وراها