كان هناك ملك عنده وصيف
كان هناك ملك عنده وصيفٌ مخلصٌ جداً يسمى سِيربَاندُو، ولكن الملك لم يكن ينتبهُ للخدمات الكثيرة التي كان يقومُ بها وصيفه.
وذاتَ صباحٍ كان سِيربَاندُو يسلكُ طريقَ الغابةِ لكي يقومَ بمهمّةٍ أمرهُ بها الملكُ، فوجدَ ثعبانًا واقعًا في مصيدةٍ.
ترجاهُ الثعبانُ الذي كانَ اغلبُ لونهِ ابيضَ قايلاً:
– اخرجني من هنا من فضلك!
ومقابلَ هذا الفعلِ، علمهُ الثعبانُ لغةَ الحيوانات.
وحدثَ بعدَ قليلٍ أنّ الأميرةَ فقدت خاتمها الذهبي، وشكت أنّ الوصيفَ هو الذي سرقه.
احتجَّ الوصيفُ قايلاً:
– أنا برىءٌ من هذه التهمة.
فقالَ لهُ الملكُ الذي اقنعتهُ ابنتهُ أنّ الوصيفَ هو سارقُ:
اسكت! اذا لم يظهرُ الخاتمُ في خلالِ ساعةٍ، ستقضى بقيةَ حياتكَ في سجنِ القصرِ.
ندمَ الملكُ على تهمتهِ للفتى الشريفِ وأهداهُ حصاناَ وكيسَ عملاتٍ ذهبية.
…الجزاءُ العادلُ
مضى سِيربَاندُو.. وعندما وصلَ إلى قريةٍ صغيرةٍ، شاهدَ مجموعةَ من الناسِ في الميدانِ يتكلمونَ عن الإمتحانِ الذي يجبُ أن يمرَّ بهِ من يريدُ أن يتزوجَ أبنةَ الملكِ.
– سأحولُ اجتيازَ هذا الإمتحانِ.. أينَ يوجدُ القصرُ الملكىُّ؟
قالوا لهُ إنّهُ يوجدُ على ضفةِ البحرِ، فتوجهَ إلى هُناك.
فوجدَ الملكَ والأميرةَ الجميلةَ يتمشيانِ على ضفةِ البحرِ. وعندما علما بمزاعمِ الوصيفِ، ألقتِ الأميرةُ أسورتها في الماءِ وقالت:
– أذهب للبحثِ عنها! إذا وجدتها ستتزوّجنى، أما إذا لم تجدها، ستدفعُ ثمنَ جرأتك.
قال له الملك: أنت شجاعٌ ولم يفزعكَ الإمتحانُ.. أنكَ لا تستحقُّ فقط أن تتزوجَ ابنتى، بل أيضاً نصفَ ممتلكاتي.
تمتِ احتفالاتُ الزواجِ وسطَ فرحةٍ كبيرةٍ وكانَ الثعبانُ من بينِ المدعوينَ فقالَ:
“يا لهما من زوجينِ مثاليّينِ! لقد كانت هذهِ الأميرةُ ذكيةَ، وها هي تتزوجُ من شابٌّ جيدٍ سيكونُ ذاتَ يومٍ ملكاً عادلاً أيضاً” .
* الوصيف والثعبان