اليوم عند الثامنة ليلا ركبت في سياره ليس فيها ولا راكب قصه كامله
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصتي_وسائق_التاكسي
كالعادة... أحب التنقل عبر سارات الأجرة.. تخفيفا علي من مصروف البنزين... وراحة لي من قيادة السيارة.....
اليوم عند الثامنة ليلا.. ركبت في سيارة ليس فيها اي راكب...
تقدم بي قليلا... ثم تذكرت اني نسيت غرضا..
استوقفته وقلت له اعطيك زيادة 5000 ان انتظرتني قليلا..
أحضرت الغرض.. وقلت توكل على الله...
كان يقود بهدوء وصمت
وانا في ذهني احتسب الاجرة التي سادفعها...
فاذا بي انتبه الى ورقة على زجاج السيارة مكتوب عليها
خفف عنا الجدال... ادفع 15000 او خف عنا
15000 مرة واحدة...
فقال بحدة نعم.... اتدري لماذا
قلت متهكما اعرف السيمفونية سلفا... المازوت غالي وما عمنطلع حقو...
قال المازوت غالي نعم... لكن هذا ليس السبب
قلت ما هو السبب غير المازوت
اضاء ضوء السيارة قائلا
انا اصلا معاق انظر الى ساقي والحديد فيها...
والسكري معي قد يصل احيانا الى مستويات عالية جدا
هنا تغيرت لهجتي التهكمية... وقلت لا حول ولا قوة الا بالله
لا اعرف ماذا فعلت... حتى انقلب الهدوء والصمت الى سيل من الكلام
وجدت نفسي امام رجل جبل من الصبر والاحتمال ينفجر ويتكلم...
قال عندي اربعة اولاد
مرض احدهم منذ يومين فصرت ادور كالتائه بسيارتي كي اشتري له الدواء... حتى استدنت ثمنه من صيدلي
اخي ترك لي 5 ايتام
امي وحماتي تحتاجان الى دواء
وزوجتي اريد ادخالها الى المستشفى منذ اسبوع وانا غير قادر
وهذه السيارة... هذه السيارة... ليست لي... يجب ان ادفع كل يوم 100 الف لصاحبها
وجرة الغاز في بيتي فارغة منذ عشرة ايام....
انظر هل معك راكب... انا اصلا... جئت الى هنا لآخذ دين من صديق فاعطاني 200 الف كي يتعشى الاولاد...
ثم هدأ
وقال الحمد لله... الحمد لله
مع ذلك نحن بخير....
والله كنت استمع الى هذا الجبل وانا اقول في نفسي.. يا الله كيف وصل الناس الى هذه الحالة...وكيف يدبرون امورهم
فسألته جرة الغاز عندك فارغة من عشرة ايام
قال نعم
اليوم عند الثامنة ليلا ركبت في سياره ليس فيها ولا راكب قصه كامله