حب الوراثه
منذ صغري وانا أجلس بجانب أبي في دكانه
لتصليح الأحذية..
هذه هي مهنته ...تعلمها منذ صغره عن ابيه الذي تعلمها عن جدي..
أنا أعرف كل صغيرة وكبيرة عن هذه المهنة
نجحت انا وإخوتي في الدراسة ونلنا شهادات جامعية
بعضنا وجد منصب عمل في الإدارة.وبعضنا لا.
منذ أربع سنوات وانا أحاول ايجاد منصب عمل ..لا فائدة
قال لي أبي يوما:
أحسن من كل أخوتك!
_سأرى يا أبي سأرى
حدثتني نفسي
_كيف لي أن أعمل في تصليح الاحذية وانا الذي املك شهادة جامعية
وماذا سيقول عني أصحابي وبعض معارفي
اصبحت مصلح أحذية فقط....لا أستطيع!!
فهم أبي تخميني:_
ياولدي حتى المهن تورث
شئت ام أبيت
هكذا هي الارزاق تشبه العائلات
هل مهنتك هي التي ستخجل منك أم لا؟!
أصيب الوالد بمرض شديدو لم يفتح الدكان مدة شهر.
قالت لي الوالدة صباحا
_ثلاثون سنة وانا مع أبوك ناكل الحلال وفي سعادة تامة
لم أرى منه الا كل خير..
دكان أبيك كله بركة
ستلحقك تلك البركة لو أرضيتني!!
صباحا اتجهت للسوق وفتحت المحل.
وبدأت في أكمال أعمال أبي.
_جميل انت هنا !هذا يسعدني
ولما رأى نوعا من الخجل والاستحياء فهمني.
_انا أيضا لم أرغب في مهنة معلم
نحن عائلة أبا عن جد.معلمين
صدقني ياولدي انا فخورالٱن .أنني اتبعت مهنة أجدادي
لحقتني بركة في كل مسار حياتي
استمر ياولدي وسترى🌷.....
وكانت الإنطلاقة!
اعمل يوما كاملا لاكلل ولا ملل.
بعد مدة لا بأس بها.
جائتني سيدة عجوز بمجموعةمن الأحذية القديمة جدا.
قائلة افعل بها ما شئت..لم تعد لنا حاجة بها!
وللمفاجئة أحد الأحذية كان صنع نادر جدا
ولم تصنع منه الا اعداد قليلة وقد لبسه أغلب المشاهير أنذاك!
أشار علي الوالد أن أبيعه في مواقع التواصل!
أعطاني فيه ثروة..
أنا الٱن أملك محل لبيع الأحذية وبحاذاته محل لاصلاح الاحذية
وانا أشغل معي اثنين من إخوتي.
البركة تأتي من الرضى والرضى ينجلي من بساطة التفكير
والنية الطيبة
ويفنى مال الاجداد والوالدين....وتبقى حرفة اليدين