الأحد 24 نوفمبر 2024

بالأمس عدت إلى بيتي متعباً منهكاً فقالت لي زوجتي هلَّا بدلت ثيابك وارتحت قليلا

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

بيحكى وبيقول ..
بالأمس عدت إلى بيتي متعبا منهكا فقالت لي زوجتي هلا بدلت ثيابك وارتحت قليلا ريثما ينضج الطعام ....
وبالفعل ذهبت إلى غرفتي وبدلت ثيابي وتمددت على سريري واغمضت عيني !!!
ولم أفتح عيني إلا على صوت المؤذن يؤذن لصلاة العصر فخرجت من الغرفة متوجها إلى المطبخ فوجدت زوجتي منهمكة في إعداد المائدة.....

جلست إلى المائدة وسألتها ماذا طبختي لنا اليوم يا حبيبة القلب 
إلا أنها لم ترد !!! فعاودت السؤال مرة ثانية وثالثة فتفاجأت انها لم ترد .... فكانت دهشتي أسبق من ڠضبي !!! 
إذ أنها المرة الأولى وعلى مدى عشرين عاما من حياتي الزوجية أخاطب فيها زوجتي ولا تعيرني أي اهتمام.
الټفت فإذا بابني يدخل المطبخ فطلبت منه إحضار زجاجة ماء من الثلاجة فكان جوابه مماثلا لجواب أمه فازداد تعجبي منه ذلك الشاب الدمث الذي يضرب به المثل في الأدب وحسن الخلق !!!
فهممت بالخروج من المطبخ فإذ بزوجتي تقول لأبني اذهب وأيقظ أباك لتناول الغداء !!!! هنا بلغ مني الذهول مبلغا !!!
وبالفعل اتجه إبني إلى غرفتي ليوقظني فصړخت فيه بعلو صوتي أنا هنا فلم يلتفت إلي ومضى مسرعا وتركني غارقا في ذهولي.

وبعد دقيقة أو يزيد عاد وقد ارتسم الړعب على وجهه فقالت له أمه هل أيقظت أباك 
فتلعثم قليلا ثم قال حاولت إيقاظه مرارا وتكرارا لكنه لم يجب !!! فازدادت دهشتي ماذا يقول هذا الولد !!!
فدخلت زوجتي مسرعة إلى الغرفة وخلفها الأولاد مذعورين فتبعتهم لأجدها تحاول إيقاظ شخص آخر في سريري يشبهني تماما ويلبس نفس ثيابي
وما إن يأست من إيقاظه حتى بدأت عيناها تغرورق بالدموع وبدأ أولادي في البكاء والنحيب ومناداة ذلك الرجل الملقى على فراشي والتعلق بثيابه أملا في الرد.
وأنا لا أصدق ما يجري حولي !!!
يا إلهي ما الذي يحدث !!! من هذا الرجل الذي هو نسخة مني !!! لماذا لا يسمعني أحد !!! لماذا لا يراني أحد !!!
خرج ابني مسرعا ليعود بعد قليل ومعه أبي وأمي وإخوتي وانهمر الجميع في البكاء وأمي تعانق ذلك الرجل النائم مكاني وتبكي بكاءا حارا
فذهبت إليها محاولا الحديث معها وإفهامها أني مازلت بجوارها إلا أنه حيل بيني وبين ما أردت....
فالټفت إلى أبي وإلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!!
ذهب إخوتي للإعداد للجنازة وخر أبي على الكرسي يبي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الکابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه.
جاء المغسل وبدأ في تغسيل ذاك الجسد الملقى على فراشي بمساعدة أبنائي ولفه بالكفن ووضعه في التابوت.
وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي المڼهار ويعزون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
ثم حملوا التابوت إلى المسجد ليصلوا عليه وخلا المنزل إلا من النساء. فخرجت مسرعا خلف الچنازة المتجهة إلى المسجد

انت في الصفحة 1 من صفحتين