وضع السم
وضع السم في رغيف الخبز لعابر سبيل
ﻳﺤﻜﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻷﺳﺮﺗﻬﺎ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺗﺼﻨﻊ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ ﺇﺿﺎﻓﻴﺎ ﻷﻱ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ ﺟﺎﺋﻊ، ﻭﺗﻀﻊ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﺍﻹﺿﺎﻓﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻷﻱ ﻓﻘﻴﺮ ﻳﻤﺮ ﻟﻴﺄﺧﺬﻩ.
ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﻴﺮ ﺃﺣﺪﺏ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﺮﻏﻴﻒ ﻭﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻣﺘﻨﺎﻧﻪ ﻷﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎﻥ ﻳﺪﻣﺪﻡ ﺑﺎﻟﻘﻮﻝ ” ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻚ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ”! ..ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ...... ﻛﺎﻥ ﺍﻷﺣﺪﺏ ﻳﻤﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻭﻳﺪﻣﺪﻡ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ
ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺑﺎﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻀﻴﻖ ﻟﻌﺪﻡ ﺇﻇﻬﺎﺭ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻠﻌﺮﻓﺎﻥ ﺑﺎﻟﺠﻤﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﻨﻌﻪ، ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ “: ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺣﺪﺏ ﻭﻳﺮﺩﺩ ﺟﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ، ﺗﺮﻯ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻘﺼﺪ؟”
ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﺎ ﺃﺿﻤﺮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻣﺮﺍ ﻭﻗﺮﺭﺕ ” ﺳﻮﻑ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺣﺪﺏ ”! ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻢّ ﺇﻟﻰ ﺭﻏﻴﻒ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﺘﻪ ﻟﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺷﻚ ﻭﺿﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ، ﻟﻜﻦ ﺑﺪﺃﺕ ﻳﺪﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﺠﺎﻑ ” ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﻌﻠﻪ؟ ..”! ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻨﻔﺴﻬﺎ ﻓﻮﺭﺍ ﻭﻫﻲ ﺗﻠﻘﻲ ﺑﺎﻟﺮﻏﻴﻒ ﻟﻴﺤﺘﺮﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ، ﺛﻢ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺼﻨﻊ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ ﺁﺧﺮ ﻭﻭﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ.
ﻭﺍﻧﺼﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻴﻠﻪ ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺪﺭﻙ ﻟﻠﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮ ﻓﻲ ﻋﻘﻞ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ.
ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺗﺼﻨﻊ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺨﺒﺰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻠﻲ ﻻﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻏﺎﺏ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻭﻃﻮﻳﻼ ﺑﺤﺜﺎ ﻋﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻪ ﻭﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﺼﻠﻬﺎ ﺃﻱ ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻋﻨﻪ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺳﺎﻟﻤﺎ.
ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺣﺒﺎ ﻣﺘﻌﺒﺎ ﻭﻣﻼﺑﺴﻪ ﺷﺒﻪ ﻣﻤﺰﻗﺔ، ﻭﻛﺎﻥ ﺟﺎﺋﻌﺎ ﻭﻣﺮﻫﻘﺎ ﻭﺑﻤﺠﺮﺩ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻷﻣﻪ ﻗﺎﻝ ” ﺇﻧﻬﺎ ﻟﻤﻌﺠﺰﺓ ﻭﺟﻮﺩﻱ ﻫﻨﺎ،
ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻛﻨﺖ ﻣﺠﻬﺪﺍ ﻭﻣﺘﻌﺒﺎ ﻭﺃﺷﻌﺮ ﺑﺎﻹﻋﻴﺎﺀ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﻭﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺃﻣﻮﺕ ﻟﻮﻻ ﻣﺮﻭﺭ ﺭﺟﻞ ﺃﺣﺪﺏ ﺑﻲ ﺭﺟﻮﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻨﻲ ﺃﻱ ﻃﻌﺎﻡ ﻣﻌﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻃﻴﺒﺎ ﺑﺎﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻄﺎﻧﻲ ﻓﻴﻪ ﺭﻏﻴﻒ ﺧﺒﺰ ﻛﺎﻣﻞ ﻷﻛﻠﻪ !! ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺇﻋﻄﺎﺀﻩ ﻟﻲ ﻗﺎﻝ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻃﻌﺎﻣﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺳﻴﻌﻄﻴﻪ ﻟﻲ ﻷﻥ ﺣﺎﺟﺘﻲ ﺍﻛﺒﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﺘﻪ”
ﻟﺤﻈﺘﻬﺎ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﻣﻌﻨﻰ ﻛﻼﻡ ﺍﻷﺣﺪﺏ ” ﺍﻟﺸﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻌﻚ، ﻭﺍﻟﺨﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻘﺪﻣﻪ ﻳﻌﻮﺩ ﺇﻟﻴﻚ ..”!
ﻓﺎﻓﻌﻞ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﻓﻌﻠﻪ
ﺣﺘﻰ ﻭﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﻭﻗﺘﻬﺎ
ﻷﻧﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺳﻴﻜﺎﻗﺌﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻵﻥ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ