فتحيه
فتحية
كان الشاب سامي يقيم بالمدينة ويعيش مع والديه في بيت عربي واسع وبعد أن حاز على شهادة الثانوية توظف بإحدى شركات توزيع الأدوية وبعد عدة سنوات أراد الزواج وكانت تربطه علاقة حب مع ليلى ابنة جيرانه الفتاة الصغيرة حيث كانوا يتبادلون لغة الحب العذري فيما بينهم عبر النظرات وعرض الموضوع على والدته لكنها اعترضت عليه لأن ليلى ابنة مدينة وصغيرة بالعمر وذكرته والدته بابنة اختها الفتاة فتحية والتي تقيم بالقرية وهي الفتاة المهذبة والتي كانت مجتهدة في دراستها وهي التي تركت المدرسة بعد أن حازت على شهادة التاسع لتتفرغ لخدمة أخواتها ووالدتها المړيضة وذكرته بالمثل الذي يقول خذ من طين بلادك وحط على خدادك
وبعد عدة ايام وجدل واقناع رضخ لطلب امه ووافق على الزواج من فتحية ابنة خالته وتمت الخطبة وقبل مراسيم الزواج كانت قد شرطت فتحية عليه متابعة دراستها ووافق هو على هذا الشرط البسيط وتم الزواج فيما كانت ليلى ابنة جيرانه ليلة زفاف سامي تجلس وحيدة في غرفتها تعاني من كسر خاطرها والدموع السخية تسيل على وجنتيها ولتنتظر الايام والليالي لتداوي جراح قلبها وتتقبل واقعها وتنتظر نصيبها من جديد
وتمكنت فتحية من تحصيل الشهادة الثانوية وكانت قد أنجبت ولدها الاول ليتبين لهم ان هذا الطفل معوق عقليا وكانت خالتها ام سامي تساعدها بالاعتناء بالطفل وبعدها سجلت فتحية بالجامعة قسم الحقوق وتخرجت محامية وانجبت ولدها الثاني وتبين انه يعاني أيضا من تخلف عقلي بسبب القرابة والأمراض الوراثية وبعد عدة شهور ټوفي الولد وتوظفت فتحية باحد مكاتب المحاماة كمساعدة متدربة إلى أن تمكنت من فتح مكتب محاماة لوحدها وبعدها طلبت الطلاق من زوجها وابن خالتها سامي لانه لم يعد من مستواها ولا يليق بها ان تكون زوجته وراحت تكيل له الاټهامات بحجة أنه بخيل ومتخلف ورجعي لتبرر لنفسها سبب طلاقها
وقد عاش سامي فترة من الحزن والكآبة على وقع صدمة طلاق زوجته فتحية منه والتي كان قد احبها واخلص لها وسمح لها بالدراسة وكان سندا لها وكانت جارته ليلى ماتزال عازبة وقد أتمت دراستها وتخرجت معلمة و خطبها سامي من أهلها و كم كانت فرحتها كبيرة حيث عاشت ليلى السعادة التي طال انتظارها من جديد وكأنها في حلم جميل وتم الزواج وتقاسمت ليلى أعباء خدمة الطفل المعاق مع والدة سامي حيث أنجبت ليلى العديد من الاولاد والبنات