الأحد 24 نوفمبر 2024

فتحيه

موقع أيام نيوز

فتحية 
كان الشاب سامي يقيم بالمدينة ويعيش مع والديه في بيت عربي واسع وبعد أن حاز على شهادة الثانوية توظف بإحدى شركات توزيع الأدوية وبعد عدة سنوات أراد الزواج وكانت تربطه علاقة حب مع ليلى ابنة جيرانه الفتاة الصغيرة حيث كانوا يتبادلون لغة الحب العذري فيما بينهم عبر النظرات وعرض الموضوع على والدته لكنها اعترضت عليه لأن ليلى ابنة مدينة وصغيرة بالعمر وذكرته والدته بابنة اختها الفتاة فتحية والتي تقيم بالقرية وهي الفتاة المهذبة والتي كانت مجتهدة في دراستها وهي التي تركت المدرسة بعد أن حازت على شهادة التاسع لتتفرغ لخدمة أخواتها ووالدتها المړيضة وذكرته بالمثل الذي يقول خذ من طين بلادك وحط على خدادك 

وما بحن على البصل غير قشوروا 
وبعد عدة ايام وجدل واقناع رضخ لطلب امه ووافق على الزواج من فتحية ابنة خالته وتمت الخطبة وقبل مراسيم الزواج كانت قد شرطت فتحية عليه متابعة دراستها ووافق هو على هذا الشرط البسيط وتم الزواج فيما كانت ليلى ابنة جيرانه ليلة زفاف سامي تجلس وحيدة في غرفتها تعاني من كسر خاطرها والدموع السخية تسيل على وجنتيها ولتنتظر الايام والليالي لتداوي جراح قلبها وتتقبل واقعها وتنتظر نصيبها من جديد 
‏  و عاش سامي مع فتحية و كانت هي تدرس كتب الثانوية في البيت للتحضير للامتحانات وكان زوجها سامي يساعدها بفهم الدروس 
وتمكنت فتحية من تحصيل الشهادة الثانوية وكانت قد أنجبت ولدها الاول ليتبين لهم ان هذا الطفل معوق عقليا وكانت خالتها ام سامي تساعدها بالاعتناء بالطفل وبعدها سجلت فتحية بالجامعة قسم الحقوق وتخرجت محامية وانجبت ولدها الثاني وتبين انه يعاني أيضا من تخلف عقلي بسبب القرابة والأمراض الوراثية وبعد عدة شهور ټوفي الولد وتوظفت فتحية باحد مكاتب المحاماة كمساعدة متدربة إلى أن تمكنت من فتح مكتب محاماة لوحدها وبعدها طلبت الطلاق من زوجها وابن خالتها سامي لانه لم يعد من مستواها ولا يليق بها ان تكون زوجته وراحت تكيل له الاټهامات بحجة أنه بخيل ومتخلف ورجعي لتبرر لنفسها سبب طلاقها  
 وبعد عدة اشهر تزوجت من المحامي الذي كانت تعمل لديه والذي كان يستلطفها وهو رجل متزوج وبعد شهر طلقها بتحريض من زوجته الأولى وماتزال فتحية بدون زواج حتى الآن 
وقد عاش سامي فترة من الحزن والكآبة على وقع صدمة طلاق زوجته فتحية منه والتي كان قد احبها واخلص لها وسمح لها بالدراسة وكان سندا لها وكانت جارته ليلى ماتزال عازبة وقد أتمت دراستها وتخرجت  معلمة و خطبها سامي من أهلها و كم كانت فرحتها كبيرة حيث عاشت ليلى السعادة التي طال انتظارها من جديد وكأنها في حلم جميل  وتم الزواج وتقاسمت ليلى أعباء خدمة الطفل المعاق مع والدة سامي حيث أنجبت ليلى العديد من الاولاد والبنات