الشبح
انت في الصفحة 1 من صفحتين
يحكى أن كان هنالك شبحا يسكن الغابة البعيدة والتي تسور المدينة من ثلاثة جهات قال الناس لأولادهم يحذرونهم لا تقربوا الغابة أبدا لا في الليل ولا في وضح النهار الشبح يحب أكل الأطفال.
إلا أن ميلسيا كان لها تخيل آخر فهي حالمة تنسج من الخيال واقعا تحيا داخله كما أنها تحب الكتابة ورغم سنها الصغيرة التي لا تتجاوز الحادية عشرة إلا أنها تستطيع بقلمها أن تصنع عالمها الخاص وسمعت ما يسمعه الأطفال من الأهل أن الشبح المنبوذ يأكل الأطفال.
فتخيلت ملامح الشبح المسكين لا بد وأنه مسكينا كما تخيلت كيف يحيا الشيء داخل الغابة المظلمة وحيدا ألا يستحق هذا التعس الشفقة والإحسان! وبناء على تفكيرها رسمت له صورة ليس بها ملامح واضحة فقط جسد هزيلا حزينا مهموما يجلس متكوما عند شجرة جذعها يشق السحاب وجذورها عششت في سابع أرض وشعرت أن للحزن زوجة لا تنفصل عنه أبدا فكانت الدموع تغطي الأرض وجسده المتكوم أيام تنظر إلى رسمتها وتكتب عن أحزان الشبح الوحيد داخل الغابة وتضيف إحساس آخر في الرسمة بعد ما تكتب ما تستشفه وتتخيله إثر هذه الوحدة..
في حقيقة الأمر فهي حاولت أن تخمد نير ان رعبها فالأشجار الكثيفة حجبت الضوء وصنعت ظلمة مخيفة