الأحد 24 نوفمبر 2024

قصه وعبرة

موقع أيام نيوز

¤ حدثني أحد الأصدقاء عن قصة تستحق النشر فيقول :
□ كنت استغرب طوال حياتي كيف يُستجاب دعاء صديقي بسرعة وأنا أدعو منذ سنين ولا يُستجاب دعائي .. ! 
فحينما قررت الزواج كنت أدعو الله عز وجل أن يجعل فلانه من نصيبي وفجأة وبدون أي مقدمات كانت من نصيب شخص آخر وحتى الجامعة التي كنت أتمنى أن أُقبل فيها لم يتم قبولي فيها .. ! 

وذات يوم ذهبت لصلاة يوم الجمعة وكانت هذه أول مرة أصلي فيها في هذا المسجد فقد اعتدت الصلاة بالمسجد الذي بجانب منزلي، استمعت للخطبة فأحسست وكأن كل حرف موجه لي وكأن رب العالمين يُعاتبني فقد كان إمام المسجد يقول : 
لست راضياً بما رزقك الله ..؟ 
أتريد أن تتمتع بالدنيا ..؟ 
تود أن تحصل على كل ما تتمناه ..؟ 
في هذه الحالة فهذه ليست دنيا بل ستكون جنة .. ! 
أنا مستعد أن أجعلك تعيش دنيا كالجنة ولكن لا تزعل في يوم القيامة حينما ترى أصحاب الابتلاءات يمتلكون جبالاً من الحسنات فتصب في ميزانهم صباً فيدخلون الجنة و هُم يُرددون ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ﴾ ..
لقد كنت نقياً بفطرتك وسجدت قائلاً : 
ارزقني الزوج الصالح وعندما صرفت عنك من أحببت لأن فيها شړ لك، تأتي تُعاتب الله قائلا : لماذا صرفت عني محبوبتي يا الله .. ! 
أأنت حزين لأن الله صرف عنك الشړ الذي في دعوتك ..؟ 
ألست أنت القائل : وقني واصرف عني شړ ما قضيت  .. ! هل تبادر في ذهنك بدلاً من أن تقول لنفسك ربي لم يستجب دعائي بأن تقول يا تُرى كم جبل من الحسنات لدي ..؟ كم عدد الجبال التي ستعرض لي يوم القيامة على كل دعوة دعوتها ولم تتحقق ..؟ 
هل سألت نفسك كم عدد المرات التي نجاك الله من المصائب ..؟ كم عدد المرات التي كنت تشعر فيها بالضيق ووجدت بأن المشكلة قد حُلت لوحدها ..؟ كم عدد المرات التي كنت على وشك المۏت ونجاك الله وأطال في عمرك ..؟ 
كم عدد المرات التي كنت تعصي فيها الله فرزقك بلين القلب لتتوب وتستغفر فيغفر الله لك .. ؟ لماذا لا تنتظر حتى ترى العوض ..؟ 
لقد أخبرك رب العالمين بأنه :
﴿مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ..
- أتظن بأن رب العالمين بعيد عنك .. ؟ 
إنه أقرب إليك من روحك وقلبك ونفسك، فإذا رزقك الله سجدت شاكرًا طالبًا المزيد، وإذا صرف عنك دعوتك سجدت حامدًا طالبًا العوض ولا تكن .. 
﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ﴾ ..
ويُضيف صاحب القصة قائلا : 
ومنذ ذلك اليوم وأنا أدعي رب العالمين ليس من أجل أن يُستجاب دعائي فحسب بل أصبحت أدعو من أجل كل شيء، أدعو من أجل رؤية فلان اليوم وأدعو من أجل قضاء حاجة معينة حتى في أبسط الامور وأكثر الأشياء تعقيداً لأنه إن لم يُستجاب دعائي فأكون قد بنيت جبلاً من الحسنات ولو استجاب دعائي فهنيئاً لي بأن سمع الله عز وجل صوتي واختتم حديثه قائلا :

□ ﴿مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ..