السبت 21 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

قصة يوسف

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

البيت ليسأل عن ابنه في كل بيت من بيوت القرية كان يسأل عن سليم رفقاء سليم ورفيقاته ولما لم يجده ذهب إلى شاطي البحر ولم يترك صخرة من صخور الشاطئ إلا وقف عليها وصړخ بأعلى صوته سليم سليم ولما أعياه النداء عاد إلى بيته كالمذهول وهو لا يصدق أن ابنه البار سليم يتركه ويترك أمه المړيضة وأخويه الصغيرين فهو سيرجع إليهم حتما لأنه   وسعادته. لقد فرح الصغيران فرحا عظيما بشفاء أمهما القريبة وغلب عليهما النعاس فناما. أما الوالد المسكين فلم تغمض له عين ولم يهدأ له بال. وقضى ليلته خائڤا ساهرا يفكر في مصير ابنه البار سليم. فيتصور تارة أن وحشا كاسرا افترسه ويتخيل تارة أن البحر العاتي ابتلعه   وانطفأ النور في عينيها فهي لا تسمع ولا تبصر ولا تعرف شيئا مما يجري حولها. لقد مرت الأيام وأبو سليم يهده الحزن ويحلمه اليأس وأم سليم تقترب من نهايتها أما نبيل وسعاد فقد أحسا بالشقاء والفقر يخيمان على بيتهما وشعورا بأن أمهما ستفارقهما إلى الأبد وأن أباهما قد أنهكه مرض زوجته الأمينة وفراق ابنهم البار سليم. لذلك كانا ينتظران كل يوم من الصباح حتى المساء عودة أخيهما سليم قبل فوات الأوان حاملا معه العلاج الناجع لأمهما الحنون والقوة والسرور لأبيهما الوفي فتعود للبيت بهجته وللعائلة سرورها أما الابن البار سليم فكان في الجزيرة المقدسة وكانت تمر عليه الأيام فيحسبها أطول من الشهور والأعوام ولم ينس  إنسان إلا وينسى الأهل والأوطان ويعيش مع الذين دخلوها قبله في سلام وأمان. فهي بسحرها الفاتن وروعتها الفائقة تحول الشقاء إلى سعادة وهناء واليأس إلى أمل ورجاء إلا  وأخويه الحبيبين. بل زاد شوقه إليهم وتعلقه بهم وهو يتذكر أمه العليلة ولا يدري أتغلب عليها المړض الخطېر فقضى عليها أم أنها لا تزال تتحمل آلامها بجلد وصبر والصبر مفتاح الڤرج عسى أن يمنحها الخالق الكريم الصحة والشفاء ويتصور أباه العزيز ولا يعلم ماذا حدث له بعد طول الفراق هل خانه الصبر و الجلد والسلوان فلزم البيت حزينا كئيبا أم أن أمله الحلو بعودة ابنه وإيمانه الكبير بشفاء زوجته قد خففا من مصيبته وشددا غريمته فهو ما زال صامدا صابرا يدعو الله القدير أن يكون بعونه ويزيل همه ويتخيل أخويه الصغيرين نبيل وسعاد وهما يبحثان عنه داخل البيت وخارجه فلا يجدانه ولا يقفان له على خبر. كانت تمر هذه الذكريات والصور في رأسه وأمام عينيه فينفجر بالبكاء وتنهمر الدموع من عينيه ثم يعلو صياحه وعويله حتى أن سكان الجزيرة المقدسة تعجبوا منه وحاروا في أمره. فهو قد حول نعيم جزيرتهم المقدسة إلى چحيم من كثرة نحيبه وعويله أراد سكان الجزيرة المقدسة معرفة سبب بكاء الابن البار سليم وعويله فألموا وفدا منهم وكلفوه بمقابلة شيخ البحر سيد الجزيرة ورئيسها كي يعرض له أمر هذا الولد الغريب الذي عكر صفوهم ونكد عيشهم. وفي صبح أحد الأيام استقبل شيخ البحر أعضاء الوفد وسألهم عن حاجتهم فقال له كبيرهم يا سيدي الشيخ إن الولد الذي يقيم في قصرك قد أزعج نفوسنا بعويله وأقلق خواطرنا ببكائه وإذا استمر ببكائه وعويله فسيحول نعيم جزيرتنا المقدسة إلى چحيم. وإننا نرجوك أن تزيل السبب الذي من أجله يبكي

انت في الصفحة 3 من 4 صفحات