راعي الغنم
يحكى انه كان هناك راعي للاغنام يقود قطيعه يوميا الى المراعي الفسيحة ...
وهو يعزف بمزماره الخشبي ثم يستلقي عند انتصاف الظهيرة تحت اغصان شجرة وافرة الضلال ليستريح ..
وفي أحد الايام وبينما كان الراعي يستريح كعادته واذا به يسمع صوت هسيس صادر من الاحراش القريبة فانتابه الفضول فتتبع صوت الهسيس حتى قاده الى ثعبان كبير وقد علق ذنبه بين حجرين وهو يفح ويتلوى محاولا التحرر فلا يفلح .. فتقدم الراعي بهدوء وقد أشفق على الثعبان وحرك احد الحجرين فتحرر الثعبان وزحف نحو الراعي ونظر اليه فجلس الراعي وأغمض عينيه وقال :
ثم فتح الراعي عينيه فشاهد الثعبان يزحف بين الاعشاب مبتعدا حتى اختفى ..
في اليوم التالي وبينما كان الراعي يجلس تحت ظل شجرته المعهودة ويعزف بمزماره واذا به يرى الثعبان ذاته يقترب منه وهو يتراقص مع انغام المزمار .. فاستمر الراعي بعزفه الى ان توقف الثعبان عن التمايل ثم وضع قطعة ذهبية كان يخبئها في فمه امام الراعي وانصرف ..
واستمر ظهور الثعبان الراقص تحت انغام مزمار الراعي يوميا في نفس الوقت المحدد من النهار .. وفي كل مرة كان يضع قطعة ذهبية وينصرف فكان الراعي يأخذها ويحمد الله ويترك الثعبان لشأنه ..
وبعد شهر قرر الراعي الذهاب الى الحج بما جمعه من مال فأعطى المزمار الى ولده الشاب وأخبره بقصة الثعبان وامره ان يعزف به في وقت الاستراحة حتى تستمر العائلة بالحصول على قطعة الذهب يوميا ..
وتكرر الحال في اليوم التالي لكن في اليوم الثالث سأم الفتى من انتظار قطعة واحدة يوميا وقال في نفسه :
لابد ان هذا الثعبان يعيش قرب كنز كبير ..
عاد الراعي الاب من الحج وعلم بمصرع ابنه ملدوغا فأيقن ان ولده لابد وأنه قد أساء التصرف مع الثعبان ..
واخيرا ظهر الثعبان مبتور الذنب لكنه لم يكن يتراقص بل وقف يطالع الراعي عن كثب فقال الراعي :
هيا يا صديقي لنستمر كما كنا ولننسى ما حصل ..
وهنا نطق الثعبان قائلا :
فهذه الدنيا لا تبقى على حال واحدة والاوقات الجميلة لا تدوم الى الابد وداعا يا صديقي ..
قال الثعبان ذلك ثم اختفى الى غير رجعة ..
علق بشيء تؤجر عليه ليصلك كل جديد