العجوز وزوجته
يحكى أن في صباح يوم مشرق جميل جاء رجل مسن يدعى الحاج حمدان إلى المستشفى العام لإزالة غرزه من إبهامه المصاپ ، وحينما جاءت الممرضة بدأت بالفحص الروتيني ، وأمرته بالانتظار قليلًا لأن الأمر قد يستغرق أكثر من ساعة قبل أن يتمكن الطبيب من رؤيته ، وبينما كانت الممرضة تحضر الرجل العجوز لاحظت أنه بدا في عجلة من أمره .
فطلبت منه الممرضة الهدوء والانتظار لكن الرجل العجوز طلب منها الإسراع إذا أمكن ذلك ، لدرجة أنه طلب منها أن تقوم هي بتنظيف چروحه وإزالة الغرز منها بدلاً من أن تجعله ينتظر طويلًا ، فتعاطفت معه الممرضة وبدأت هي بالفحص ، وحينما كشفت عن الچرح وجدت أنه يلتئم ، لذلك ذهبت للحصول على بعض أدوات التنظيف والمراهم العلاجية كي تتم عملها .
بعدها عادت الممرضة بسرعة إلى الرجل المسن وبدأت في إصلاح جرحه ، وبينما كانت تعمل بدأت في الحديث معه ، سألته : هل لديك أي موعد هام لأنك تبدو في عجلة من أمرك ؟ فأجاب الحاج المسن : لا أنا فقط بحاجة للذهاب بسرعة إلى دار رعاية المسنين لتناول وجبة الإفطار مع زوجتي .
فتعجبت الممرضة ثم سألت عن زوجته فأخبرها أنها تعيش في دار لرعاية المسنين لفترة من الوقت بسبب معاناتها من مرض الزهايمر ، وعندما أنهت الممرضة تضميد چروحه ، قالت له وهل ستقلق زوجتك إذا تأخرت قليلاً ؟ فأجاب الرجل العجوز قائلًا : لا .
فسألته الممرضة إن كانت زوجته لا تزال تعرفه ؟ فابتسم الحاج المسن وقال لها : لم تعد تعرفني منذ خمس سنوات ولا تتذكر حتى من أنا ، فوجئت الممرضة بكلام الحاج حمدان الذي يتلهف على عدم تضييع موعد وجبة الإفطار مع زوجته التي لم تعد تذكره منذ مدة طويلة ، وقالت له باستغراب : إنها لا تعرفك منذ خمس سنوات ولكنك تذهب كل يوم لتناول الإفطار معها كل صباح ! لماذا ؟
ابتسم الرجل العجوز مرة ثانية وأجاب : إنها لا تعرفني حقًا ولكنني لا أزال أعرف من هي ، فعندما يملأ الحب قلبك لن تهتم سوى برعاية شريكك على الرغم من مواجهة أي نوع من الصعوبات ، فالحب وحده يتغلب على كل تلك الصعوبات ، لن تهتمي بالمكان أو الزمان أو الصحة فقط سيكفيكِ الحب .
تحياتى