ملكا وسيما
◾◾قصة وعبرة 📚
يقال أنه كان هناك ملكًا وسيمًا للغاية والذي كان يبحث عن زوجة. وفي يوم عُرض أمام قصره أجمل نساء المملكة؛ عرضوا عليه الكثير ممن لديهن ثروات كثيرة، لكن لم تعجبه أيهن لدرجة أن تصبح ملكته.
وذات يوم، أتت امرأة متسولة إلى القصر وقالت للملك: "ليس لدي أي شيء أقدمه لك، يمكنني فقط أن أمنحك الحب الكبير الذي أشعر به تجاهك": "إذا سمحت لي ، يمكنني أن أفعل شيئًا لأظهر لك هذا الحب".
أثار هذا فضول الملك الذي طلب منها أن تقول ما يمكنها فعله. فقالت: "سأقضي 100 يوم في شرفتك، دون أن آكل أو أشرب أي شيء إلا ما يسد الرمق، وأتعرض للمطر والشمس وبرودة الليل. إذا استطعت تحمل هذه المئة يوم، فستجعلني زوجتك".
كانت مفاجأة للملك، لكنه قبل التحدي. وقال لنفسه "إذا استطاعت المرأة أن تفعل لي كل هذا فهي تستحق أن تكون زوجتي بالتأكيد".
بدأت المرأة تضحيتها وبدأت الأيام تمر، وتحملت المرأة بشجاعة أسوأ العواصف. شعرت في كثير من الأحيان أنها يكاد يغمى عليها من الجوع والبرد، لكن ذلك شجعها على تخيل نفسها في النهاية بجانب حبها الكبير. من وقت لآخر ، كان الملك يخرج وجهه من شرفة غرفته، ليراها ويشاور لها بإبهامه. ومر الوقت، 20 يومًا، 50 يومًا، كان شعب المملكة سعيدًا لأنهم اعتقدوا: سيكون لدينا أخيرًا ملكة! ... 90 يومًا ... واستمر الملك في النظر من شرفته من وقت لآخر ويقول «هذه المرأة لا تصدق".
أخيرًا وصلت ال 99 يوم وبدأ جميع الناس يتجمعون على مشارف القصر ليروا اللحظة التي ستصبح فيها تلك المتسولة زوجة الملك. كانوا يعدون الساعات، الساعة 12 ظهرًا في ذلك اليوم ، سيكون لديهم ملكة. كانت المرأة المسكينة متدهورة للغاية؛ لقد أصبحت ضعيفًة جدًا ومصابًة بالأمراض. ثم حدث ما حدث. استسلمت المرأة الشجاعة في الساعة 11 صباحًا في يوم ال100 وقررت الانسحاب من ذلك القصر. نظرت للملك المتفاجئ بنظرة حزينة دون أن تقول كلمة.
صدمت الناس! لا أحد يستطيع أن يفهم لماذا استسلمت تلك المرأة الشجاعة قبل ساعة واحدة فقط من رؤية أحلامها تتحقق. لقد تحملت الكثير! عندما عادت إلى المنزل، كان والدها قد اكتشف بالفعل ما حدث. سألها: "لماذا تخليت عن حلمك في أن تصبحي الملكة؟"
أجابت: كنت في شرفته 99 يومًا و 23 ساعة، تحملت كل أنواع المصائب ولم يستطع تحريري من تلك الټضحية. لقد رآني أعاني وشجعني فقط على الاستمرار، دون إظهار القليل من الرحمة في وجه معاناتي. انتظرت طوال هذا الوقت تلميحًا من اللطف والاحترام ولكن لم يأتِ أبدًا. وفهمت أن مثل هذا الشخص الأناني المتهور والأعمى، الذي لا يفكر إلا في نفسه، لا يستحق حبي العظيم له.
العبرة : لا تفعل المستحيل من أجل إرضاء شخص لا يبذل من أجلك حتى ما هو ممكن