الأحد 24 نوفمبر 2024

المراه العجيبه

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

المرآة_العجيبه
_______________ قصة كاملة_________________
شاب متزوج له طفلة صغيرة ويعيش حياة تكاد تكون هادئة لولا تنغيص أم زوجته عليه إسمه زيدون فبعد ۏفاة زوجها وانتقالها للعيش معهم في بيتهم اصبحت حماته تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم
وكان زيدون يلتزم جانب الصبر وكظم الغيظ في تعامله معها إحتراما لها ومن أجل خاطر زوجته ولكنه يخشى أن يأتي اليوم الذي تتحطم حدود صبره وينفجر في وجهها خصوصا وأنها فيما يبدو تدفعه بأعمالها الخبيثة الى ذلك

أي أنها تتعمد إفتعال الشجارات معه حتى ييادلها بالمثل لكي تلجأ بعد ذلك الى الخطة البديلة وهي أن تمثل دور الضحېة المستضعفة التي يظلمها زوج ابنتها من أجل أن تشوه سمعته تلك السمعة الطيبة التي اشتهر بها بين الناس حسدا من عندها
إحتار زيدون في امر حماته ودعا الله أن ينجيه من شرها ويخلصه من ورطتها لكن مصدر قلق زيدون الأكبر لم يكن حماته بل شقيقيه من جهة أبيه سمحون و رحمون
فبالرغم من طيبة زيدون وعطفه إلا أن شقيقيه كانا على العكس من ذلك تماما
فلقد أظهرا القسۏة والشدة إتجاهه منذ صغره دون سبب يذكر وتآمرا عليه كلاهما وكأنه عدوهما وليس أخيهما
وكانا يتحينان الفرصة دائما لإيذائه والنيل منه
وبالمقابل كان زيدون يدعو لهما دائما بالهداية ورقة القلب
وكان للإخوة الثلاثة عم وحيد فاحش الثراء كان الشقيقان يصلانه باستمرار طمعا في ثروته
أما زيدون فكانت زياراته لتوكيد صلة الرحم وقد استمرت تلك الزيارات حتى بعد مرض العم واشتداده عليه في الوقت الذي انقطعت عيادة الشقيقين له لأنه في آخر أيامه أصبح لا يميز أحدا
فلم يجد الشقيقان جدوى من زيارته مادام لا يميزهما تاركين أمر العناية به لزيدون وحده
وبعد مۏت العم تمت قراءة وصيته فاكتشف زيدون أنه قد ترك كل أمواله وأملاكه الى شقيقيه مناصفة 
بينما ذكر زيدون لحسن التطواني في نهاية الوصية قائلا 
وأترك لإبن أخي العزيز على قلبي زيدون المتعلقات التي تركتها في غرفة العليا القديمة هي من حقه وأرجو منه أن يستعملها بحكمة كما فعلت أنا والسلام
ولدى سماعهما الوصية اڼفجر الشقيقان بالسخرية والإستهزاء من زيدون في الوقت الذي حلقا فيه من الفرحة بحصولهما على كل شيئ حتى أن زوجة زيدون بكت لخروجه صفر اليدين وانتقدت العم لأجل ذلك فلم يرض زيدون عن قولها
فقالت أنت من احببته حقا واعتنيت به لوحدك حتى آخر لحظة من حياته وهكذا يجازيك 
إبتسم زيدون في وجهها وقال لم أفعل ذلك لأجل ماله بل لصلة الرحم قربة الى الله تعالى
ثم من يعلم فقد يكون ماله سببا في تعاستنا والله بحكمته قد أزاحه عن طريقنا لسبب لا يعلمه إلا هو سبحانه فينبغي أن نحمد الله على كل حال وأن لا نعترض على مشيئته
وقبل تسليم محتوياتها قام الشقيقان بتفتيش محتويات غرفة العلية في بيت العم تفتيشا دقيقا فلعل العم قد خبأ فيها كنزا لزيدون فإذا وجداه استوليا عليه 
لكنهما لم يعثرا على شيئ باستثناء بضعة قطع من الآثاث القديم المتهالك المغطى بالغبار ونسيج العناكب
فنزلا من الغرفة العليا وهما يسعلان من الغبار وتحسرا على ضياع وقتيهما من أجل لا شيء 
ثم طلبا من زيدون الذي كان ينتظرهما في الأسفل أن يصعد ويأخذ نفاياته من الغرفة ويخلصهما منها على حد قولهما 
فصعد زيدون وأفرغ محتويات الغرفة والتي كانت عبارة عن قطع آثاث تتحطم بين يديه كلما رام رفعها لقدمها
وفي نهاية الغرفة وضعت هناك مرآة كبيرة مغطاة بملاية بيضاء
أزاح زيدون الملاية فظهرت المرآة العتيقة ذات الإطار المصنوع من خشب الأبنوس وقد بهتت صورتها بسبب الغبار المتجمع على سطحها الصقيل 
كانت المرآة هي القطعة الوحيدة السالمة من الضرر فحملها زيدون ونزل فاستقبله أخواه بالسخرية قائلين نعم هذا هو الشيئ الوحيد الذي تركه لك عمك لتنظر فيها طوال الوقت إلى أفشل فاشل وهو أنت هههههه
أوصل زيدون المرآة الى داره فتلقته حماته بالتقريع والكلام المسمۏم وهي تخبره أنه رجل لا خير فيه ولا نفع ولا جدوى إلى درجة أن عمه إستخسر فيه حتى العظام التي يرميها لكلابه وترك له فقط نفايات منزله ... 
فتجاوزها زيدون دون ان يرد عليها ووضع المرآة في غرفة معزولة في داره نظر زيدون الى المرآة بحزن نظرة
 

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات