خطايا بريئه بقلم ميرا كريم
على البائع وتجبر والدتها ان تبتاعها لها وحين تنفذ رغبتها بالحصول على أكثر واحدة كانت ټحتضنها تنعمها بدفئها وتخبرها بحنو أنها ستؤذي اسنانها لكنها لم تقنع قط إلا أن خربت اسنانها بالفعل ولكن ليس بفضل دلال والدتها فقد كانت رحلت حين ذاك بل بفضله هو فكلما كان يغضبها ويريد مراضاتها يجلبها لها
انتشلها هو من دوامة ذكرياتها قائلا وهو يمد يده بلفافة وردية كبيرة هشة من الحلوى
تناوبت نظراتها المشتتة بين الحلوى وبينه وتناولتها من يده واخذت تنظر لها بعيون مسبلة تغيم بالذكريات تفهم هو ما أصابها ولكونه يعرفها عن ظهر قلب قال مواسيا وهو يربت على ظهرها
عارف أنها وحشتك بس مفيش حاجة بأيدنا غير ندعيلها
كانت تطرق رأسها دون أن تعقب حتى أنه ظن انها لن تفعل ابدا وندم حين جلب لها تلك الحلوى التي يعلم بما ذكرتها لذلك وجد ذاته يعتذر وهو يرفع بأنامله خصلاتها التي تعيق رؤيته لوجهها بحركة حانية للغاية
نفت برأسها وهمست بنبرة تحمل بطياتها
الكثير من الألم
عمري ما نسيت علشان تفكرني
تنهد بعمق وهو يلعن ذاته بسره وصمت كي لا يزيدها عليها بحديثه وبعد عدة ثوان همست هي
فاكر زمان كنت لما بزعل وتحب تصالحني تجبهالي لغاية ما سناني كلها سوست بسببك
أبتسم بحنين لتلك الأيام وقال مشاكسا كي يستغل الأمر ويخفف عنها
استعادت رباط جأشها وحانت منها بسمة صادقة نابعة من قلب تلك الطفل ذاتها حين أخبرته
أنت كنت رخم وبتاخد حاجتي
فاكر يوم عيد ميلادي و العروسة بتاعتى اللي حسنجبهالي عملت فيها ايه
مش فاكر
وكزته هي بكتفه قائلة في غيظ
لأ فاكر ...يومها صحيت من النوم لقيت العروسة مقصوص شعرها ومتشخبط على وشها وفستانها مقطع ومربوطة بحبل من رقبتها فوق سريري وانت قولتلي انها روح شريرة
ميراكريم
وكزته مرة أخرى بكتفه ولم تستطيع منع نفسها من مشاركته ضحكاته قائلة بلا فائدة
طول عمرك رخم
أجابها مشاكسا
أنت اللي كنت مبتسمعيش الكلام اعملك ايه قولتلك بلاش تاخديها منه وإني جايبلك واحدة أحلى منها بس انت عاندتي ورمتي عروستي واخدتي بتاعته وطلعتيلي لسانك
دام ذلك التواصل البصري لعدة ثوان كانت كفيلة أن تجعل ذلك الصخب الذي يعتمرها يسكن ويهدأ تماما حتى انها وجدت ذاتها تصرح له دون أي تفكير مسبق
تعرف إني مبقتش أخاف منك
حانت منه بسمة حالمة وأجابها بنبرة صادقة للغاية
آسف لو اتعمدت اخوفك قبل كده كان غرضي أخليك بوجودي جنبك وتحسسيني إني الوحيد القادر على حمايتك
صدقيني ڠصب عني ببقى عايز أطمنك بعديها وأخبيك بين طيات روحي جنب قلبي وأحميك حتى من نسمات الهوا اللي بتعدي جنبك أنت الروح لروحي يا نادين و وجودك جنبي دليل على حياتي
كانت تستمع له بعيون لامعة وقد لامست كلماته الصادقة شغاف قلبها وزعزعزت قناعتها بكل براعة وحينها دق ناقوس الخطړ وأعلن عن بدء تلك الحړب الضارية بين قلبها وعقلها ولكنه لم يمهلها الوقت لذلك
انتظر أن تتفوه بأي شيء من أجل أن تخلد تلك اللحظات بذاكرته ولكن طال صمتها مما جعله يهدر
بمشاكسة وهو يأخذ قطعة كبيرة من الحلوى ويدسها بفمها
مش هتنطقي ولا ايه فين لسانك السبعة متر دلوقتي يا مغلباني
لملمت شتاتها وتناولت نفس عميق كي تحفز ذاتها ثم خرجت من بين يده مبتسمة بمكر وهي تستمتع بذوبان السكر بفمها قائلة وهي تتناول قطعة أخرى بتلذذ غير عادي
كلته القطة يا رخم و قوم بقى جبلي واحد تاني
قهقه من جديد وقال وهو يمط فمه
طفسة
رخم
قالتها ببسمة مشاكسة وهي تخرج لسانها له و تدفعه كي ينهض عن المقعد و يمتثل لرغبتها ليضرب هو كف على آخر وتتعالى صوت ضحكاته فرغم أنها ستتم الواحد وعشرون بعد أيام معدودة إلا أنها مازالت بمشاكسة تلك الطفلة ذات الضفائر الطويلة التي أحبها منذ أن سقطت عينه عليها.
بينما هي أخذت تتناول الحلوى بتلذذ لا مثيل له مستمتعة بتلك اللحظات التي تظنها لم تؤثر بها ولن تجعلها تحيد عن ما برأسها
الثالث عشر
أنا دائما أستغني فلا تثق بي أبدا مهما بدوت لك مهتم فإن يدي لا