الأحد 24 نوفمبر 2024

غدر الزمان

موقع أيام نيوز

قصة غدر الزمان

كثيرا ما يطمئن ابن آدم للدنيا وما بها من لذات وشهوات وينسى ما قاله عنها رب العباد وكل تحذيرات سيد الخلق منها، وكثيرا ما يضع المرء منا ثقته في من لا يقدرها ويستخف ويستهين بها ليجد قلبه بعدها مكسورا وبه شرخ لا يمكن مداواته حتى بمرور الزمان، وكثير منا من يضع نفسه فداء
لأناس أنانيين لا يحبون سوى أنفسهم وأول ما يجدوا طريقهم يتخلوا عن أقرب ما لهم وأولهم من مد لهم يد العون، وكثيرا ما نحب ونودع، وكل هذه من سنن الحياة التي يجب أن تستمر بحلوها ومرها حتى نقضي العمر الذي كتبه الله لنا فيها، ولكن أهم شيء ألا نفعل شيئا إلا في طاعة الله وإلا سيكون الخسران الأكبر الذي لا يوجد له إصلاح.

قصة شاب محزنة جداً
قصة غدر الزمان
كان هناك شابا في بداية عمره، كان معروفا بوجهه الجميل ونقاءه وعذوبة شخصيته وخفة دمه، كان دائما مبتسما ولا يوجد شيء يضاهي ابتسامته الجميلة وهي تنير وجهه، كل من رآه كان يتمنى أن يحل محله ويلعب دوره في الحياة ولكنهم كانوا يجهلون بما ألم بقلبه من الأوجاع والأحزان.

الأمر أيقن بأنهم لا يريدونه بعد الآن.

قصة حب جديدة:

قرر الانتظام بدراسته لتحقيق هدف ما بها، وعدم تضييع ما تبقى من عمره عبثا؛ وأثناء إحدى المحاضرات رأى فتاة أسرت قلبه، لقد حبها من النظرة الأولى، لقد كانت متفوقة وطلقة اللسان فحديثها طوال المحاضرة بدل على مدى تفوقها وإصرارها على فعل شيء ما بحياتها مثله، دارت بينهما أحاديث كثيرة في المحاضرات التي كانت تجمعهما إلى أن جاء اليوم الذي قرر فيه الشاب الاعتراف لها بحبه، لقد كان يحبها حبا يفوق الخيال، كان يراهن عليها بالسعادة الأبدية التي سيوفرها لها وأنه سيحيى كل حياته وېموت فداءا لها ومن أجلها؛ ولكن كانت فاجعته الكبيرة عندما رفضت الفتاة حبه لها، وأنها من صغر سنها متقدم لها ابن عمها وبمجرد انتهاء دراستها ستتزوج منه؛ وقعت كلماتها على مسامعه كالصاعقة، ضاقت عليه الأرض بما رحبا لقد وضع كل ما تبقى لديه من حب والجزء المتبقي من قلبه في حبه لهذه الفتاة التي رفضت حبه بكل بساطة.

نهاية كل أمل:

تعب الشاب تعبا شديدا وما هي إلا أيام معدودات وخر ساقطا بالحرم الجامعي، وجاءت سيارة الإسعاف لنقله إلى أقرب مستشفى لاطمئنان عليه والتأكد من سلامته؛ وبع إجراء العديد من الفحوصات الطبية والتحاليل تبين أن الشاب مصاپ بمرض خطېر وسيلاقي مصرعه في خلال أيام قلائل ومعدودات، إنها كانت أمنيته وقد استجاب الله له، حيث أنه شعر بأن الأرض عليه خاوية لا أهل بها ولا أصدقاء وحتى من أحبها لم تكن من نصيبه؛ وحينما علم ما ألم به من حسرة وألم وبعد فرقا كل من أحبهم اسودت الدنيا بوجهه، ترك جامعته وبدأ المړض في التهام جسده البالي؛ ومن شدة الألم : ألم جسده بسبب المړض وألم قلبه بسبب بعد من أحب بصدق أقبل على الاڼتحار ولكن الله لم يرد له إلا كل خير حيث وافته المنية بسبب مرضه ليقابل ربه قبل قدومه على فعل ما فكر به “الاڼتحار”.