الأربعاء 27 نوفمبر 2024

العبد الصالح

موقع أيام نيوز

يحكى أن خرج العبد الصالح سليمان بن يسار رحمه الله عليه هو ورفيق له فانطلقوا إلى السوق ليشتروا طعاما فقعد سليمان ينتظر صاحبه و كان سليمان وسيما قسيما من أجمل الناس منظرا و أورعهم عن محارم الله!

فبصرت به أعرابية من أهل الجبل فلما رأت حسنه و جماله انحدرت اليه و عليها البرقع فجائت فوقفت بين يديه فأسفرت عن وجهها فكأنه قمر في ليلة التمام ثم 

قالت : هبني نفسك

فغض بصره عنها ! 
و ظن أنها فقيرة محتاجة تريد طعاما فقام ليعطيها قليلا من الطعام الموجود عنده 
فلما رأت ذلك قالت له : لست أريد طعاما انما أريد ما يكون بين المرء و زوجته !

فتغير وجه سليمان و تمعض و صاح فيها قائلا : "لقد جهزك ابليس !

ثم غطى وجهه بكفيه و دس وجهه بين ركبتيه و أخذ بالبكاء و النحيب !

فلما رأت المرأة الحسناء أنه لا ينظر اليها سدلت البرقع و رجعت الى خيمتها .

و بعد فترة رجع صاحبه بالطعام فلما رأى سليمان عيناه و انقطع صوته .

قال له : مايبكيك ؟!

قال سليمان : خيرا !؟ 
ذكرت صبيتي و أولادي !؟

فقال رفيقه :لا ! ان لك  قصة !! 
انما عهدك بأطفالك ثلاث أو نحوها !!

فلم يزل معه رفيقه حتى أخبره بقصة المرأة معه !! فجعل رفيقه يبكي بكاءا شديدا !!!

فقال سليمان : و أنت ما يبكيك؟؟

فرد رفيقه : انما أنا أحق بالبكاء منك !!!

فقال : و لم !!؟؟

قال : لانني أخشى لو كنت مكانك لما صبرت عنها !!!

فأخذ سليمان و رفيقه يبكيان !!!

فلما رجع سليمان الى مكة و طاف و سعى اتى الحجر و احتبى فنام نومة خفيفة.

فرأى في منامه رجلا وسيما جميلا طولا له هيئة حسنة و له رائحة طيبة 
فقال له سليمان :من انت رحمك الله ؟؟

قال :الرجل أنا النبي يوسف الصديق ابن يعقوب

قال سليمان : ان في خبرك و خبر امرأة العزيز لشأنا عجيبا

فقال يوسف عليه السلام: بل شأنك و شأن الاعرابية أعجب !

صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم