الأحد 24 نوفمبر 2024

ټوفي صديقي

موقع أيام نيوز

يقول أحدهم: ټوفي صديق عزيز علي فحزنت لۏفاته ، وأكثرت زيارة قپره والجلوس عنده والدعاء له . .

وبعد فترة من الزمن  حضرت تشييع جنازة في نفس المقپرة 

 كعادة المۏتى  فقلت : والله ﻷشترين له كفنا جديدا نظيفا وألفه فيه ، وفعلت .. وعاهدت ربي على أن آتيه بكفن جديد عند فتح القپر ﻻستقبال وافد جديد على عالم المۏتى ..

وبعد فترة : فتح القپر ، وعلى يدي كفن جديد ، وهممت بلفه فيه ، لكن لم أجد منه إﻻ كومة من تراب كالرماد المحروق !!

فقلت في نفسي : أين صديقي ؟ أين من جالسته وجالسني ! وقرأت عليه القرآن وقرأ علي ! أين من كانت ضحكاتنا تملا الدنيا ! أين من كان حضنه أشعر فيه بحرارة المحبة ودفء اﻷخوة !!

فقلت لي نفسي : هو ذاك ، كومة التراب ...

ونظرت خارج القپر : فإذا بين الداخل والخارج مسافة قصيرة ، وحياة قصيرة ، وأنفاس تدخل فلا تخرج ...

فقلت : هل تستحق هذه الحياة القصيرة وإن طالت ، والمريرة وإن حلت ، والحزينة وإن سعدت .. هل تستحق كل هذا التناحر والتخاصم والتقاتل !!! ؟؟؟

كثيرا ما تلوت قول الله تعالى ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) ولم أستوعب حقيقتها إﻻ حينما رأيت صديقي ... التراب .. !

فيا كل صديق وحبيب : اخذه المۏت ، وصار ترابا : رحمك الله وأسكنك فسيح جناته !!

ويا كل صديق وحبيب : في طريقك للتراب .. ﻻ تغرنك الحياة الدنيا وﻻ يغرنك بالله الغرور !!! 
اللهم احسن خاتمتنا بخاتمة حسنة واكتب لنا سعادة الدارين.