الأحد 24 نوفمبر 2024

قصة الاصمعي

موقع أيام نيوز

👌من أغضب الكريم حتى يحلف ؟

قصة حقيقية لن تاخذ منك سوي دقيقه لقرائتها

يُحكى أن الأصمعي كان يسير يوماً في الطريق، فوجد أعرابياً
فسأله الأعرابي : من أين أنت يا أخ العرب ؟
قال الأصمعي : من أصمع
قال : و من أين أنت آتٍ ؟
قال : من المسجد
قال : و ما تصنعون بالمسجد ؟
قال : نصلي و نقرأ قرآن الله

قال : وهل لله قرآن ؟
قال : نعم 
قال : إقرأ عليَّ شيئاً منه ؟
فقرأ عليه سورة الذاريات
فلما وصل إلى قوله تعالى : { وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } 
قال الأعرابي : حسبك، و قام و ناقته و تصدق بها، يقيناً منه بصدق الرزّاق ثم انصرف .

يقول الأصمعي : 
بعد سنتين من لقاءنا، خرجت مع الرشيد للحج، فلقيت ذلك الأعرابي، فجائني و قال : ألست الأصمعي ؟

قلت : نعم
قال : زدني مما قرأت عليَّ من المرة السابقة ؟
قال : فقرأت عليه بقية السورة
{ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ إِنَّهُۥ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }

هنا انتفض الأعرابي و صړخ بأعلى صوته 
و قال :
من أغضب الكريم حتى يحلف ؟
من أغضب الكريم حتى يحلف ؟
أما كان يكفيكم قوله : وفي السماء رزقكم و ما توعدون ؟

يقول الأصمعي فرددها ثلاث، ووالله ما انتهى من الثالثة حتى فاضت روحه.

العبرة :

عبدي ضمنت لك قسمتي فشككت  فلم  أكتف  بالضمان بل أقسمت و هذا ما جعل الأعرابي يُصعق من فوره
لأن الناس في زمانه جعلوا الرحمن يقسم ليصدقوا بأن رزقهم مضمون.

فكيف به لو عاش بيننا الآن و رأى الذين لا يصدقونه سبحانه حتى بعد أن  أقسم ؟!

فترى الواحد منهم يلهث وراء جمع المال حتى لو كان حراماً، بدعوى أنه لا يضمن الظروف و يريد أن يؤمن المستقبل للأولاد .
جاعلاً الدنيا أكبر همه و مبلغ علمه، متخذاً كمبدأ في الحياة أنه قد أفلح من كان له بيت و سيارة و رصيد بالبنك
بدل قوله تعالى :{ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا }
ناسياً بأن مستقبل الاولاد لن يؤمنه بتاتاً البيت و السيارة و الرصيد البنكي  
بل مستقبل الأبناء مرهون بالعمل الصالح لقوله تعالى : 
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحا)
صلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم