السبت 30 نوفمبر 2024

مفتاح الصندوق الخشبي

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

يحكى في قديم الزمان عن أسرة بائسة قست عليها الدنيا وما يصطاده الأب من السمك لا يكاد يكفي لإطعام الأفواه الجائعة وهو يخرج كل يوم قبل شروق الشمس للبحر ويعود عند منتصف النهار منهكا مكدودا ومعه كيلة من الدقيق وخضرا وزيتا أو سمنا فتعجن المرأة أقراص الشعير وتأخذ الأسماك الصغيرة التي لا تصلح للبيع وتطبخها مرقا ثم تجتمع العائلة حول المائدة فتأكل حتى تشبع ثم يرجع الصبيان إلى الكتابو الأصغر سنا يخرجون للعب في الحارة أما الصياد فينهمك في خياطة شباكه أو تصليح قاربه الذي أكل عليه الدهر وشرب وامتلأ بالشقوق وبعد أن تنظف المرأة دارها تذهب لجاراتها تشرب الشاي و تسمع قصة من هنا وحديثا من هناك وكانت تخفي ما تقدمه لها جاراتها من طعام أو غلال وحين تعود إلى البيت تفرقه على أطفالها ولما يكون الصيد جيدا فإنها تستبدل فائض السمك بطبق من فول أو عدس وتطبخه عشائها وتحاول دائما أن تدخر شيئا للوقت الذي يشح فيه الرزق .

اوكانت الأيام تمر رتيبة مملة لا خلاص فيها من الفقر ولا حيلة أمام الصياد ورغم ذلك كانت العائلة سعيدة ولم تتذمر المرأة أبدا من زوجها ولا من فقره وكانت تحمد الله لما ترى وتسمعه من مشاكل جاراتها مع أزواجهن رغم أن حالتهم المادية أحسن منها وذات ليلة رأت المرأة إحدى جاراتها تحمل عقدا من الذهب يحلي رقبتها تفاخرت عليها باهتمام زوجها بها وما كان يحز في قلب زوجة الصياد أن جارتها أقل منها جمالا فكانت تتألم في صمت ولامت أبويها لتزويجها لرجل فقير بحجة أنه من أقاربهم لكنها تعود وتستغفر الله فكل شيئ قسمة ونصيب والرزق على الله وفي أحد الأيام لم تطق صبرا واشتهت أن يدللها زوجها كبقية النساء .
ولما رجع الصياد من عمله في منتصف النهار تلقته باللوم والعتاب وأثقلت عليه وهي تندب حظها وتبكي جمالها الضائع وجسدها الأبيض الذي لا يزينه عقد ولا خواتم أوخلخال كان الزوج يعلم أنه قصر في حقها لكن ما باليد حيلة فقال
 

انت في الصفحة 1 من صفحتين