الأحد 24 نوفمبر 2024

للرحيل حكايات

موقع أيام نيوز

(للرحيل حكايات )
.
تحكي امرأة لصديقتها وتقول :
.
تزوجت من رجل صالح ..
عشت معه حياة سعيدة ...
رزقت منه بثلاثة أطفال....
نسكن بمدينة وأهل زوجي بمدينة أخرى.. وفي يوم من اﻷيام حصل حاډث مؤلم ﻷهل زوجي ..
ټوفي ابوه وأخوته وبقيت أمه وواحده من أخواته اصيبت بإعاقة .......كان الحزن يخيم على الجميع .ومرت اﻷيام .....
وبدأ الحزن يتلاشى كعادة البشر ..

ولكن الهم أصبح ملازم لزوجي ....
.
يشعر بمسؤوليته التامة عن أمه وأخته
.
طلب مني أن تسكنا معنا حتى نتعلم كيف نراعي أخته المعاقه ﻷن والدته أصبحت كبيرة في السن.....
ضاقت بي الدنيا بما رحبت ..
واعترضت ...
.
فقال : سوف تنهي أختي علاجها ثم تسكن معنا فهي ليس لها بعد الله إلا أنا.....
وعشنا أيام نكد ..
كل ما أتذكر أنهما سيعيشان معي اتضايق.....
وافكر ...
كيف أخذ راحتي
.
كيف يزورني أهلي ..
كيف يكون لي خصوصية ....
وكل ما قرب الموعد زادت هواجسي وزاد النكد مني لزوجي ...
وبعد سنه اراد الله أن يستمر علاجها سنة أخرى....
لم اشعر بالفرح ﻷنني سأظل ارتقب وتزول كل سعادة تلوح لي...
ولكن !
.
حصل مالم يكن بالحسبان ..
حصل ما لم يخطر لي حتى على بال .... لقد ټوفي زوجي إثر حاډث ...
مما جعلني مرغمه أحمل حقائبي واولادي لاعيش مع ام زوجي وابنتها ..
كم من اﻷيام حرمت نفسي وزوجي السعاده خوفا من ان يعيشا معي فاصبحت أنا من أعيش معهم
.
كم يوم تألم قلب زوجي من كلامي وعتابي ...
وهاهو يرحل ويتركنا مع اخته التي كان قلقا وشفقا على مستقبلها بعد أمه ..
انه الرحيل الذي لا نعلم متى يكون .....
ولمن يكون...
فلنعش حياتنا ويومنا بسعادة وندع المستقبل فهو ليس ملكا لنا  .. لنسعد أحبابنا بما يتمنون ويرغبون قبل أن يرحلون.

كُن أبن ساعتك هذه ! و أعمل وأنت تبتسَم للحياة . 
لاتنشغل بأحزان الأمس ، ولا تُكِّبل نفسك بهموم المستقبل