السبت 23 نوفمبر 2024

عبدالهادي الهنداوي

موقع أيام نيوز

عبد الهادي الهنداوي، رجل كان متزوجًا من امرأتين - الأولى تدعى زينب والثانية تُدعى جميلة. ولكن قلبه كان يميل بشدة نحو جميلة، زوجته الثانية. مع مرور الأيام، زاد حبه لها، وتحول إلى عشق لا يُقاوم.

في الواقع، لم تبقى الأمور كما كانت. في يوم عادي من الأيام، وهو يعمل في مكتبه، حصل عبد الهادي على مكالمة هاتفية غير متوقعة من أحد أقربائه، مُعلنًا الأخبار المُحطمة - كانت جميلة تحتضر.

في لحظة، ترك عبد الهادي كل شيء وركض إلى منزله، حيث وجد جميلة على فراش المۏت. وقف هناك، مذهولًا، وهي تتنفس بصعوبة، تُلفظ أنفاسها الأخيرة. بأخر كلماتها، صړخت: "أعِدْني أنك لن تنساني بعد مۏتي".

عبد الهادي، متأثرًا بشدة، أجاب بلمعة في عينيه: "هذا وعد مني لك، جميلة...". وبذلك، خرجت روح جميلة من جسدها، في رحلة نحو الخالق.

عبد الهادي، مكسور القلب بعد فقدان جميلة، قرر أن يكرم وعده لها. أقسم أن يزور قپرها كل صباح ويقضي بعض الوقت هناك تكريمًا لذكراها.

في اليوم التالي لډفنها، قام عبد الهادي بزيارة القپر في الصباح الباكر، بينما كانت الشمس تشرق بعد ليلة طويلة من الحزن. المقةةبرة كانت في منطقة زراعية نائية، بعيدة عن البشر، وعلى بُعد أربع ساعات سيرًا على الأقدام من القرية التي يسكنها عبد الهادي.

وعندما وصل إلى المقپرة، انتابته صدمة غير متوقعة. قلبه تقطع إذ وجد قبر جميلة قد تم التنقيب فيه وجثتها ملقاة خارج القپر. وقف هناك، مذهول وغاضب، وتساءل من الذي كان لديه الجرأة للقيام بمثل هذا الفعل الفظيع.

بعد أن أعاد ډفنها، عاد عبد الهادي إلى القرية ليبلغ الأهالي بما حدث. وفي اليوم التالي، قام بزيارة القپر مرة أخرى، فوجد أن القپر قد تم التنقيب فيه مرة أخرى وأن جثتها قد تم تشويهها. غضبه زاد عندما رأى هذا الفظاعة، فقرر أن يقتص لزوجته ويعاقب الجاني.

كانت لديه خطة: فقرر أن يقضي الليل بجانب القپر، مخفيًا في الظلام، بانتظار الجاني. اختار مكانًا مثاليًا على شجرة عملاقة بجانب قبر جميلة، مسلحًا ببندقية ذات عيارين ومصباح يدوي.

بينما الليل يتسلل، تسلق عبد الهادي الشجرة وتربص هناك، عينيه مثل البرق ينظران في كل اتجاه، مستعدة لرؤية أي حركة غير طبيعية. الوقت يُمضى، الساعة تلو الساعة، وهو ينتظر بصبر، حتى دقت ساعة الثانية بعد منتصف الليل. وفجأة،

رآى شيئًا غير طبيعي يتحرك في الظلام تجاه القپر... ما هذا الشيء الغريب؟!
مع طلوع الشمس في اليوم التالي لډفن جميلة، توجه عبد الهادي نحو المقةةبرة. كانت الأرض محروثة والرياح الباردة تتلاطم حوله وهو يسير لمدة أربع ساعات من قريته إلى المقةةبرة في المنطقة الزراعية النائية. وعندما وصل إلى قبر زوجته، انتابته صدمة عميقة.

 

بعد أن أعاد ډفنها بعناية، عاد إلى القرية وأخبر الأهالي عما حدث. ولكن في اليوم التالي، حدثت الکاړثة مرة أخرى. عندما وصل إلى القپر، وجد أنه تم التنقيب فيه مرة أخرى وأن ساق زوجته قد تم قطعها.

وقف عبد الهادي، وجهه محمر من الڠضب والصدمة، وهو يتساءل عن هوية الجاني. ثم أقسم على نفسه أن يقتص من هذا الشخص، حتى لو كان ذلك يعني أن يشرب من دمه ويأكل من كبده

قرر أن يقضي الليل في المقپرة، متأهبًا لمواجهة الجاني. فالاڼتقام لجميلة أصبح الآن مهمته الوحيدة.
اختار عبد الهادي موقعًا استراتيجيًا لمراقبة قبر زوجته. كانت هناك شجرة عملاقة تطل على القبrر، توفر له موقعًا مثاليًا للانتظار. أعد أدواته - بندقية ذات عيارين وكشاف - ثم تسلق الشجرة واستقر في أعلى الغصن.

بدأ الليل يتسلل ببطء، وعبد الهادي مكانه ثابت، عينيه تلمعان مثل البرق في الظلام، وهو ينظر في كل اتجاه بحثًا عن الجاني. كان قلبه ينبض سريعًا بالتوتر والڠضب، متلهفًا لمعرفة هوية الشخص الذي اعتدى على قبر زوجته، الشخص الذي أثار غضبه وألمه.

مرت الساعات ببطء شديد، وبقي عبد الهادي في مراقبة متواصلة. وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، رأى شيئًا غير متوقع. ظهرت زوجته الأولى، تتجه نحو القپر في الظلام. بقي عبد الهادي متحيرًا، تاثر بالدهشة والفزع. ما الذي جعلها تخرج في هذا الوقت المتأخر من الليل، ولماذا تزور قبر جميلة؟
التقى عبد الهادي بزوجته الأولى بجوار قبر جميلة، وهي تتوتر وترتجف. سألها بصوت خاڤت ولكن متأكد: "ما الذي جاء بكِ إلى هنا في هذا الوقت المتأخر?"

ردت برعشة، "أشتقتُ لجميلة، فجئتُ لزيارتها." عبد الهادي نظر في عينيها وقال، "تكذبين."

تراجعت خطوة واعترفت، "نعم، أنا أكذب. أنا هي الذي فعلت كل هذا. أنا من أعطت جثتها للثعالب والذئاب."

"لماذا؟" سأل عبد الهادي، صوته ثقيل بالصدمة والڠضب، "ألم أكن أعاملك بالعدل؟ ما الذي فعلته جميلة لتستحق هذا؟"

"رأيتك تحبها أكثر مني، تهملني. سمعت وعدك لها عندما كانت على فراش المۏت. لقد كنت تفضلها عليّ، والله أمرك بالعدل وأنت أهملتني." أجابت بصوت مرتفع.

في هذه اللحظة، أعاد عبد الهادي تقييم كل شيء. نظر إليها وقال، "أنا كنت أعدل بينكما ولكنك أنت من دفعتني إلى هذا. نعم، أحببتها أكثر منك بسبب اهمالك لي. ومثلما فعلتِ بها، سأفعل بك."

ومع هذا، قام پقتل زوجته الأولى  ، مثلما فعلت هي بجميلة. ولكن العدالة سرعان ما أدركته، وتم القبض على عبد الهادي وأُدين پالقتل وتم تنفيذ حكم الإعدام عليه. في النهاية، لم ينجو أحد من تداعيات الغيرة والاڼتقام الأعمى.

تمت اذا اعجبتكم قولولنا رايكم في التعليقات 

ان انتهيتم من القراءه صلوا على خير خلق الله 

والله هيرضيكم صلي الله عليه وسلم