السبت 23 نوفمبر 2024

صراحة زوجان

موقع أيام نيوز

تبادل اطراف الحديث بين زوجين
نظرت إليه بحدة وهو يعترف :
- سأتزوج...!
لكنها , ردت بهدوء :
- و السبب...؟!
رمقها بنظرة جامدة قبل أن يقول :
- كان يمكن أن أقول لكِ أن هذا حقي و اكتفي , لكني سأقر لكِ بأنك باردة...
علت وجهها الدهشة , و قالت بسخرية :
- باردة..!! هل هي عكس دافئة , أم مٹيرة..؟!
امتعض من سخريتها !!
- تسخرين..!! لا , بل هي معنى متحجرة المشاعر...!

تلاعبت بصوتها بنبرة تمثيلية :
- أكتشاف مذهل , و قد تخطيت الخمسين بعد زواج دام خمس و عشرين عامًا .... ثم هزت رأسها بأسف لتكمل :
- لا توجد امرأة متحجرة , بل كل واحدة منا تنتمي لصنف من يتزوجها...!!!
رفع حاجبه بغيظ :
- ما معنى ذلك الهذيان..؟!
ارتفع صوتها ... :
- معناه أن من تتزوج بحرا فياضا تصبح موجة تتراقص على سطحه , و من تتزوج سماء تصير أحدى غيماته الممطرة , ومن تتزوج جبلا تتحول إلى صخرة صماء قد ينمو على جنباتها بعض الورود..!!
أرتفع صوت أنفاسه باضطراب... :
- وأنا من كنت فيهم بالنسبة إليك..ِ؟!!
نظرت إليه باشمئزاز.. !
- أنت صحراء جافة , ضللت طريقي فيها فحولتني إلى حفنة رمال مبعثرة.. و الغريب أنك تبحث عن السراب في ليلك البارد , لا في ظهيرتك المشمسة...!
تردد من وقع كلماتها...!!
- سراب..!!
ضحكت بسخرية... : 
- هل هي صغيرة كما تزوجتني.. جميلة كما كنت قبل إهمالك.. ندية مثلي قبل ذبولي...؟!! 
- هل ستقضي معظم وقتك معها , تدللها وأنت الذي لم تكن تطأ قدمك البيت إلا للطعام والمبيت..؟! 
- هل ستنفق عليها مدخرات بُخلك علي.. أم ستغدق عليها مشاعر سألتك إياها فمنعتها..؟!
- هل ستجوب بها بقاع الأرض , لتسترد شبابًا دفنته في قبر العمل والانشغال , و دف*نتني معك لأتحجر كما تدعي..؟!
- هل ستتذكر تاريخ مولدها , وزواجكما , ولقاءكما الأول , وتفاجأها بالهدايا والحُلل والمصاغ , أم ستنسى كما كنت معي..؟!
ارتبك وعصرت أصابعه بعضها :
- لن أنكر , سأتغير , سأتعلم معها ما جهلت...
أمالت رأسها وهي تطيل النظر إليه :
- الصحراء إن جادت بالشجر فلن تجود بالثمر , ولن يصبر على الارتحال فيها إلا الجِمال...!
فهل حبيبتك صابرة , أم طامعة , أم شابة هوجاء , سرعان ما ستتمنى من في مثل شبابها..؟!
تركها وانصرف على قدمي التمني والعمى.. لكنه عاد على جناحي البصيرة والرجاء...!
- سامحيني .. ما كانت إلا ... 
رفعت كفها لتقطع كلامه وتقول :
- هل سمعت يومًا عن ناجٍ من هلاك الصحراء ، عاد إليها!!!!