قصة العجوز كامله
سيدة عجوز كل يوم تركب القطار إلى آخر محطة ثم تعود لبيتها وأثناء ركوبها في القطار تجلس أمام نافذة القطار تفتحها بين لحظة وأخرى وتخرج كيسا من حقيبتها وترمي أشياء من الكيس إلى الخارج..
ويتكرر المشهد كل يوم!
أحد الايام سألها أحد السفهاء قائلا: "ماذا تصنعين أيتها العجوز"؟ فردت عليه: "أنا أقذف بذور الورد".
قالت السيدة: نعم بذور الورد لأني أنظر من النافذة و أرى أن الطريق موحشة ولدي طموح أن أسافر و أمتع نظري بألوان الزهور ضحك الرجل من كلامها ورد عليها ساخراً: لا أظن ذلك فكيف للزهور أن تنمو على حافة الطريق؟
ردت: صحيح أعلم أن الكثير منها سيضيع هدراً و لكن بعضها سيقع على التراب وسيأتي اليوم الذي ستزهر فيه.
نزل الرجل من القطار وهو يفكر أن العجوز أصابها الخرف ومرت الأيام تتلاحق وركب الرجل القطار وبينما هو جالس والقطار يسير إذ به يلمح زهورا قد نمت على حافة الطريق وتغير المنظر وتعددت الألوان فقام من مكانه ليرى السيدة العجوز فلم يجدها.
تحسر الرجل على مۏت العجوز وقال في نفسه: "الزهور نمت"
لكن ما نفعها فالسيدة العجوز قد ماټت ولم ترها".
وفي نفس اللحظة وفي المقعد الذي أمامه سمع الرجل فتاة صغيرة تخاطب أباها وينتابها سيل عارم من السعادة قائلة: "أنظر يا أبي إلى هذا المنظر الجميل.. إنظر إلى هذه الزهور.. إنها جميلة جدً" فأدرك الرجل معنى العمل الذي قامت به السيدة العجوز.. حتى وإن لم تمتع نفسها بمنظر الزهور إلا أنها منحت هدية جميلة للناس
لا تلتفت للمحبطين ولا الحاسدين ولا الحاقدين ولا تنتظر الشكر والعرفان..
قدم ما إستطعت من العمل الجميل