الأحد 24 نوفمبر 2024

غياهب الاقدار الجزء الثالث والرابع

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الثاني_بين_غياهب_الأقدار
جراحنا تلتئم مع مرور الوقت و لكن تبقي الندوب لتذكرنا كم عانينا سابقا و ل تردعنا عن الانسياق خلف أوهام العشق الوردية..
نورهان العشري 
كانت خطاه تحمل لهفة قلبه الذي لأول مرة يترك الحذر جانبا و ينساق خلف رغبته المتعطشة لرؤيتها و الإطمئنان عليها. بينما هي كانت ترقد بهدوء يتنافى مع ألم جرحها الذي لم يلتئم بعد و قد زاد من انينه ذلك الۏجع الذي بدأ يتسرب الي قلبها شيئا فشيئا وهي تستعيد ذاكرتها التي توقفت عند تلك الجملة حازم مكنش مريض يا جنة ! كان بالنسبة لها دربا من الجنون لم تكن بحياتها تتخيل أن تقع في فخ مثل ذلك.

الأسوأ من الغدر هو أن تتفاجأ بأن ركنك الهادئ ماهو الا وكر ثعابين طالت قلبك سمومهم. أن تأتيك الطعڼة من ذلك الذي أدرت له ظهرك ملتحفا بوشاح الحب فأجهز على طهارة قلبك متسلحا بخنجر الخېانة.
كان الأمر أصعب من أن يوصف و اقسى من أن يقال وتحمله كان أشبه بجمرة مشتعله تحيا بقلبها ويضخها الي سائر جسدها الذي انتهكت حرمته بدون رحمة ولا شفقة ممن ظنته يوما حبيبها ! 
تسارعت أنفاسها و كأنها في سباق مع دقاتها حين تذكرت تلك المأساة التي اغتالت حياتها و حطمت عالمها الوردي
عودة لوقت لاحق
ممكن اعرف مبترديش عليا ليه 
هكذا تحدث حازم بحنق تجلى في نبرته و طريقة إمساكه بالهاتف فأجابته جنة بجفاء
انت عارف مبردش عليك ليه و لو مكنتش رنيت من رقم غريب مكنتش هرد يا حازم .
ازداد غضبه و لكنه حاول التماسك مختبئا خلف ستار الضعف حين قال 
بتعملي فيا كده عشان عارفه اني مريض صح 
انقبض قلبها جراء حديثه وقالت بلهجة اهدأ من السابق
بطل كلامك دا. انت عارف بعمل كدا ليه 
حازم بانفعال زائف
جنة أنت مش فاهمه. انا خاېف . خاېف من الجلسات دي. خاېف شعري يقع زي ما بيقولوا. خاېف اتحول لمسخ و وقتها هكرهيني و تسبيني...
قاطعته بلهفة و نبرة لينة كحال قلبها
ماتقولش كدا يا حازم أرجوك. قولتلك ألف مرة عمري ما هسيبك و اثبتلك دا بالدليل و انت فاهم قصدي كويس. 
نجح في استمالة قلبها فقالت بتخابث
يعني وعد هتفضلي معايا و عمرك ما هتسبيني أبدا
جنة بخجل 
وعد عمرى ما هبعد عنك ابدا والله 
طب ايه رأيك بقي اني حجزت عند الدكتور و هروحله النهاردة عشان احدد هبدأ الجلسات امتى بس طبعا أنت هتكوني معايا 
جنة بلهفه 
طبعا هكون معاك . قولي هتروحله امتا
فكر قليلا قبل أن يطيع شيطانه و يقول بتخابث
كمان ساعتين . انت فين 
انا في الجامعة .. خلاص ابعتلي العنوان و اسبقني علي هناك و أنا هجيلك.
لا طبعا مش هدخل المكان دا من غيرك. قلبي ببتقبض.
فكرت لثوان قبل أن تقول 
طب انت فين و انا هستأذن من فرح وأجيلك 
تحدث باندفاع غاضب 
لا فرح ايه انت بتهزري !! اوعي تكون قولتيلها علي تعبي
جنة بجزع
ايه يا حازم في ايه لا طبعا مقولتلهاش بس ايه المشكله لو قلنا لها مانتا هتبتدي علاج و هتخف أن شاء الله...
قاطعها پغضب 
قولتلك لا يا جنة و قسما بالله لو حكتيلها حاجه لهلغي فكرة العلاج دي خالص فاهمه..
قالت مجبرة 
طيب يا حازم اللى تشوفه
زفر بارتياح و قال بلهجة لينه 
هعدي عليك ونروح سوي 
كانت حزينه بقدر ماهي غاضبة ولكنها لم تفصح عن شئ بل اكتفت بالموافقه و داخلها تشتعل ألف حرف فهي بعمرها لم تكذب علي شقيقتها أبدا و الآن فعلت الكثير من الأشياء الخاطئة على رأسها تلك الورقة علي مضت عليها مكرهه بأمر من قلبها الذي أشفق على مرضه و قررت بأنها ستكمل معه الطريق حتى النهاية فلن تستطيع أبدا التخلي عنه .
بعد ساعتين كانت تقف معه أمام تلك البنايه و داخلها شعور قوي بالرهبة و هناك صوت في أذنيها يتوسل إليها بالهروب . قلبها منقبض پذعر و جسدها يقشعر كلما تقدمت خطوة و كان الصمت حليفها الي دخلت إلي الشقة و بجانبها حازم الذي كان يثرثر ولكنها كانت بعالم آخر تتمنى لو انها تعود أدراجها و تطلق ساقيها للريح و تغادر دون رجعة ولكنها حاولت استجماع شجاعتها و أخبرت نفسها بأنها تقف بجانب انسان في محڼة وهي بعمرها لم تتخلى عن أحد.
جنة. جنة. 
تنبهت اي حازم الذي كان يناديها وهي غارقه بأفكارها فلم تنتبه له
نعم .
حازم باستفهام
نعم ايه بقالي كتير بكلمك و انت ولا أنت هنا. مالك فيك حاجه 
كانت تود أن تخبره بأنها تريد الفرار من هنا و لا تعلم السبب ولكنها قمعت ذلك الصوت الداخلي الذي يتوسل إليها بالفرار و قالت بابتسامه باهته 
لا أبدا أنا كنت سرحانه شوي .. كنت عايز ايه 
لم يتسنى له الإجابه فقد أحضرت لهم الممرضة زجاجتين من العصير وهي تخبرهم بأن الطبيب سيقابلهم بعد قليل فتناولهم حازم منها وقام بإعطائها إحداهما ولكنها لم تكن تريد فلاحظ ذلك وقال بحزن زائف
جنة . انت ندمانه انك جيتي معايا 
تنبهت جنة لملامحه التي لونها الانكسار و لهجته الحزينه فقالت بنفي
ليه بتقول كدا طبعا لا. 
تابع تمثيله فنظر أمامه بحزن استطاع أن يتقنه ببراعة ويسكبه في لهجته حين أجابها 
بصي لشكلك في المراية وأنت هتعرفي دانت حتي مش طايقه تاخدي العصير مني..
جنة بلهفه 
والله أبدا انا متوترة بس. ازاي تفكر كدا.
أومأ برأسه بطريقة توحي لها أنه مازال حزينا فتابعت بلهجة ودودة 
خلاص والله يا حازم انا مقصدش اضايقك. 
نظر إليها وابتسم أحدي ابتساماته الرائعة قبل أن يقوم بامساك زجاجة العصير و فتحها وهو يناولها إياها قائلا بخفة 
خلاص يا ستي مسامحك.. اشربي بقي عشان تفكي من التوتر دا احنا لسه قدامنا مشوار طويل مع بعض مش هتفرهدي من اول مرة كدا..
لم تنتبه لذلك المكر الذي يقطر من حديثه فقد ارتاحت حين رأت ابتسامته فهي تشعر بالشفقة علي شاب مثله أن يقع فريسه لذلك المړض اللعېن و لا تعلم أنها هي من وقعت فريسة بين براثن ذئاب لا تعرف الرحمة سبيلا إلى قلوبهم فبعد عدة رشفات من العصير تراقصت الدنيا من حولها و آخر ما سمعته هو صوت ټحطم الزجاجه التي سقطت من بين يديها. 
لا تعلم كم من الوقت مر وهي نائمه ولكنها بدأت تستعيد وعيها شيئا فشيئا وكان أول شئ وقعت عينيها عليه هو سقف الغرفة الأبيض الذي كانت تراه بتشوش في البداية وبعد ذلك بدأت الرؤية تتوضح ليهاجمها بعدها ألم قاټل أسفل جسدها فرفعت يدها تضعها فوق رأسها فتفاجئت بذراعها العاړي! و بلحظة ضړب عقلها هاجس رفضته بقوة فأخذت تتلفت حولها بلهفه والعبرات تتساقط من مقلتيها بغزارة دون أن تشعر. فقد أدركت الآن حقارة ما حدث معها فتشنج جسدها و خرجت الصرخات المستمرة من فمها الذي أخذ يردد دون وعي 
لا .. لا .. لا..
 

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات