رواية حان الوصال الفصل الثاني بقلم الكاتبه أمل نصر
انت في الصفحة 8 من 8 صفحات
يا واد ولا تعمل اي حركة تعرفنا بحضورك.
خرج صوت شهد بدفاعية
هما يدوب خطوتين بس يا حسن من اوضة النوم للمطبخ مروحتش اي حتة تانية كنت جعانة وريحة الاكل تجنن مقدرتش اصبر.
اه والله يا بني حتى شوف .
سمع منهم وبدون اي نقاش دنى منها يرفعها بين ذراعيه يحملها بحزم مرددا
برضوا تفضلي مكانك وتتصلي بماما لو مش قادرة تندهي بصوتك هاتي الاكل ورانا يا ماما .
يا حسن بقى كنت مخڼوقة والله.
كنت اتصلتي بيا وانا جيت من شغلي وعملتك قرد حتى المهم صحتك وصحة الجنين..
قالها بصوت تغيرت نبرته من العصبية الى الحنو فجأة لتتبسم من خلفهم مجيدة بغبطة تغمرها لحال الاثنان وتوافقهم عكس زوج المجانين الاخران ابنها امين وزجته لينا وشجارهم على اتفه الأسباب ثم الصلح ايضا على نفس السبب بصورة تظهر صغر عقلهما هما الاثنان .
ويارب ياربنا
تكبر وتبقي قدنا
وتجي تعيش وسطنا وسط الحبايب
تكبر وتروح المدرسة وتصاحب شلة كويسة
وتشوف عيون امك وابوك فرحانة بيك
حلاقاتك برجالاتك حلقة دهب فى وداناتك
انا عايزك تطلع واد مجدع
وفي عز الشدة تكون اجدع من اي حد
صوتك بيسمع ويلعلع
هذه الأغنية الشهيرة التي كانت تدوي عبر السماعات في الاحتفال الصغير الذي تقيمه رحمة مع زوجها ابتهاجا بقدوم الصغيرة ومرور اسبوع على موعد ولادتها
بنتك حلوة جوي يا رحمة
ردت الأخيرة بمحبة متبادلة
يا حبيبتي دا انتي اللي عيونك حلوة شدي حيلك بقى واتلحلحي عايزين نشيل ولادك مع شادي .
قالتها لتجد الرد يأتيها من شقيقها بلوعة هو الاخر
اه يا رحمة قوليلها دا اخوكي قرب يكلم نفسه
تدخل زوجها يدلي بدلوه بينهم
يا عم مستعجل على ايه بس بكرة تخلف وتملى البيت العيال وتتحسر على ايام العزوبية اسألني انا .
شوفي الراجل.
علقت بها رحمة تدعي الاستهجان نحوه لتثير ضحكات الجميع معها حتى أتت سامية مقتربة بنعومة مبالغ فيها والتي تفاجأت بضحكهم تاركة والدتها في الحديث مع مجموعة من النساء.
برقت عيني صبا كلبوة شرسة نحوه حتى لا يتجاوب معها تعطي الطفلة الوليدة لوالدتها وكأنها على استعداد تام للقتال .
مما اصابه بالتوتر ليرد بتحفظ
متشكرين يا سامية عقبال سبوعك انتي كمان لما نيجي نباركلك
معلش يا سامية اديها نظرة على ولاد اخوكي في المطبخ قلبي حاسس انهم اكلوا كل الحلويات اللي في التلاجة.
استجابت بفم ملتوي
اه ماشي هروح اشوف
ذهبت تتبختر في خطواتها بميوعة مقصودة زادت من استفزاز هذه الشرسة لتعلق پغضب
معلش يا جماعة بس انا البت دي حاړقة دمي بشكل غبي خلوها تتجي شړي الله يخليكم.
عاودو الضحك مرة اخرى لتضيف على قولها رحمة
يا بنتي دي قدر بالنسبالنا ولا امها الست درية
بتتعامل مع الناس كأنها صاحبة بيت وجدة المولودة بالفعل اللي محد بيشوف وشها حتى طول السنة.
ما هم ما يعرفوش انها مرات ابو جوزك فوتي وكبري يا ست رحمة.
قالها شادي ليتذكر ويسألها
هو صحيح انتي مدعتيش بنات خالك خليل ليه
ردت بأسف
كلمت بهجة والله وشددت عليها بس انت عارفهم بقى نفسهم عزيزة ومبيستحملوش القعدة في مكان واحد مع ساميه وامها اتحججت بشغلها ودروس اخواتها .
نكس زوجها رأسه بخذلان لقلة حيلته مع اولاد عمه بسبب فعلة ابيه ورفضهم هم في المقابل تقبل المساعدة منه.
ليزفر شادي بتنهيدة مثقلة
بهجة دي الله يعينها اللي هي فيه رجالة كبار ميقدروش عليه.
هي مين بهجة دي حضرت خطوبتنا عشان اعرفها
خرج السؤال من صبا ليجيبها على الفور
هبقى احكيلك حكايتها بعدين ويمكن اعرفك عليها كمان
في اليوم التالي
حضرت على الميعاد لتستلم اول يوم عمل لها في غياب نبوية التي استأذنت منها تأخذها فرصة للراحة هذه الساعات القليلة من مسؤولية الرعاية لهذه المرأة المتعبة
تاركة الأمر لبهجة التي حاولت الحديث معها عدة مرات ولكنها لم تستجب للانتباه لها حتى طرأت بعقلها فكرة القراءة في احد الكتب لها.
اوهمتها في البداية بالتركيز معها حتى اندمجت بهجة في إحدى الفقرات فتكتشف الخدعة بعد ذلك باختفائها من الغرفة.
لتنتفض من محلها وتبحث عنها پذعر في الزوايا وجميع الاركان حتى خرجت هاتفة بالنداء عليها وقلبها سقط بين قدميها تنتحب
نجوان هانم انتي فبن يا نجوان هانم يا دي المصېبة السودة عليكي وعلى سنينك يا بهجة يا نجوان هانم انتي فين بس الله يرضى عنك
شعرت فجأة بوجود احدهم خلفها وما همت ان تستدير حتى تفاجأت بصوت دوى بقوة على الارض الرخامية لتفاجأ بالمزهرية الكبرى التي تزين الردهة على الارض مهمشة لمئات القطع
نزلت تلملم فيهم بفزع ودموع على وشك الهطول
يا دي البلوة اللي حطت على راسك يا بهجة اهي تمت معاكي كمان بالزهرية الغالية ودي هتدفع تمنها ازاي لو اتورطت فيها
مين اللي كسر الزهرية
دوي الصوت الجهوري من الخلف يجمد الډماء في عروقها لتتجمد محلها مستسلمة بيقين النهاية وصوت يتردد داخلها
شكلي كدة روحت في داهية لا انا اكيد روحت في داهية
...يتبع
الرجو التقدير بالتفاعل مع الرؤية تشجعوني على الاستمرار