السبت 23 نوفمبر 2024

قصة قصيرة

موقع أيام نيوز

ثم قال 
قبل عشرين سنة كنت شابا فتيا.. أعمل على قارب أنقل الناس بين ضفتي النهر..
وفي أحد الأيام جاءتني فتاة غنية مع أمها.. ونقلتهما..
ثم جاءتا في اليوم التالي.. وركبتا في قاربي..
ومع الأيام.. بدأ قلبي يتعلق بتلك الفتاة.. وهي كذلك تعلقت بي..
خطبتها من أبيها لكنه أبى أن يزوجني لفقري..
ثم انقطعت عني بعدها.. فلم أعد أراها ولا أمها..
وبقي قلبي معلقا بتلك الفتاة.. وبعد سنتين أو ثلاث..
كنت في قاربي.. أنتظر الركاب.. فجاءتني امرأة مع طفلها..
وطلبت نقلها إلى الضفة الأخرى.. فلما ركبت.. وتوسطنا النهر..
نظرت إليها.. فإذا هي صاحبتي الأولى .. التي فرق أبوها بيننا..

ففرحت بلقياها.. وبدأت أذكرها بسابق عهدنا.. والحب والغرام..
لكنها تكلمت بأدب.. وأخبرتني أنها قد تزوجت وهذا ولدها..
فزين لي الشيطان الوقوع بها... فصاحت بي.. وذكرتني بالله..
لكني لم ألتفت إليها.. فبدأت المسكينة تدافعني بما تستطيع.. وطفلها ېصرخ بين يديها..
فلما رأيت ذلك أخذت الطفل.. وقربته من الماء وقلت إن لم تمكنيني من نفسك.. غرقته.. فبكت وتوسلت.. لكني لم الټفت إليها..
وأخذت  ..أخرجته.. وهي تنظر إلي وتبكي.. وتتوسل.. لكنها لا تستجيب لي.... وهي تنظر.. وتغطي عينيها... فأخرجته فإذا هو .
ثم أقبلت عليها.. فدفعتني بكل قوتها.. وتقطعت من شدة البكاء..
.. وقربتها من الماء... وهي تأبى 
فلما تعبت يداي.
..
ولم يكتشف أحد .. وسبحان من يمهل ولا يهمل..
فبكى الناس لما سمعوا قصته... ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون 
فتأملوا في حال هذه الفتاة العفيفة.. التي ولدها بين يديها.. هي.. ولا ترضى بهتك عرضها.
سبحان الله العظيم