التاجر البخيل
وكان ان ندم ندما شديدا على تفريطه بها فأخذ يجول في الطرقات كالمچنون بحثا عنها حتى اهتدى الى منزل زوجها بعد عناء .. فطرق الباب ففتح له زوجها قائلا
نعم .. ماذا تريد
يا بني أنا والد زوجتك .. ألم تتعرف إلي
بلى لقد عرفتك .. ماذا تريد
صدم الوالد المنكوب من هذا الموقف وتجاهل زوج ابنته له .. لكنه تحامل على مضض وقال
أريد ان أرى ابنتي .. ولو للحظة .. ارجوك ..
بل أتوسل إليك ..
آسف يا سيدي .. تعلم ان بيننا عقدا وقد اصبحت ابنتك بموجبه ملكي . لذا ليس لك الحق بعد الان بالمطالبة بها أو رؤيتها .. بل ان مجرد وقوفك على بابي يعتبر إخلالا بالاتفاق .. إنصرف الان وإلا استدعيت الحرس ..
لا أريد نقودا بعد الان .. سأعيد اليك كل مالك الذي أخذته منك ولكن اسمح لي برؤية ابنتي مجددا .
آسف يا سيدي .. الاتفاق قد تم ولا رجعة فيه .. ولكن اذا أردت عمل اتفاق آخر فسأقول انه يمكنك استعادة ابنتك مقابل ضعف المبلغ الذي دفعته لك ..
سكت الشاب لحظة ثم واصل حديثه
ماذا الان ايها العجوز .
صاح الاب فورا
انا موافق .. سأدفع لك ما تريد .
وهنا أخرج الشاب ورقة وقال
اذن تعال لنوقع عقدا جديدا تدفع لي بموجبه ضعف المبلغ الذي قبضته مني مقابل إلغاء العقد السابق وعودة ابنتك لتزورك من جديد .
لقد
اظهرت يا عماه ندما حقيقيا على ما صنعت لذا ...
وهنا اخرج العقد الجديد وقام بتمزيقه امامه ثم أضاف
اعلم يا عمي ان البنات بل هن ودائع الرحمن ونعمه إلينا ... نحوطهن بأعيننا ونصونهن بقلوبنا لنحظى برضى الله ودوام توفيقاته علينا.