يقول احد الامراء
انت في الصفحة 1 من صفحتين
يقول أحد الأمراء المسؤولين في السعودية خرجت للحج هذا العام مثل الأعوام السابقة
فأنا أحب الحج كفريضة وأحبها ايضا كرحلة إيمانية.
لكن في هذا الحج حدث شيئا مختلفا زلزل كل مفاهيمي عن
الحياة.. وقد كنت في ليله الترويه في مخيم مني وطبعا المخيم بتاعي من أفخم المخيمات
إن لم يكن بالفعل هو أفخمها.
لكن سبحان الله أحسست بضيقة نفس وخنقة وإني أحتاج للمشي وحدي فخرجت بدون حراسة ومعي تليفوني أسير علي غير هدي نحو
الجبال.
وهناك في الظلام علي صخرة بعيدة وجدت رجلا عجوزا في عمر السبعين سنة أو ربما أكثر يجلس
وحيدا.
وحين رآني قال لي هل إنت اللي جايب لي اللحمة !!
مطعم ما !!!
فقال لي بكل ثقة بل طلبتها من الله رب كل أصحاب المطاعم. واستطرد قائلا فأنا لم آكل أي شيء منذ العصر ولقد طلبت من
الله اللحمة وأنتظر من يأتيني بها.
ضحكت ڠصب عني من هذا العجوز الجائع الذي ينتظر اللحم
في عز الليل في منطقة مقطوعة.
وقلت والله لأحضرن له طلبه.
وكلمت أحد المسئولين في المخيم الخاص بي. وأرسلت له
الموقع اللوكيشن.
وطلبت منه طبق كبير فيه أجود أنواع اللحم.
وفعلا أتي لي أحد العمال بها فوضعتها أمامه. فهلل وكبر وسمي الله وأكل بنهم شديد.. يبدوا أنه كان جائعا. وبعد أن انتهي قال يارب رزقتني باللحمة وهي كانت حلوة فعلا. والآن أنا أريد أن أشرب كوباية شاي وفيها نعناع مش بحب الشاي من غير نعناع يارب. وأنا أستغرب من دعائه !!
فقلت لا لا شكرا فجمع بقية الطعام
وأعطاه لأول جماعة تمر من أمامنا .. أعتقد أنهم من أهل الشام. وقال لهم هذا زرق من الله لكم فشكره الناس ومضوا لحال
سبيلهم.
لكن بعد لحظات عاد أحدهم وفي يده كوبا من الشاي. وقال له ياشيخ هذه لك وأرجو أنك تقبلها منا كما قبلنا منك
الطعام.
فقال الحاج العجوز وهل في الشاي نعناع !!
فقال له الرجل لا لكن معنا نعناع ثواني أحضر لك النعناع. فقال لهم الرجل العجوز
هل ممكن تجيبوا كوب تاني للراجل اللي جنبي ده فهو اللي ربنا
وأنا والله العظيم مذهول ومن كثرة ذهولي لم أنطق أو أعترض. أخذت كوب الشاي وشربته معه
وأقسم بالله لم أذق حلاوة هذا الشاي من قبل !!
وبعد أن شرب الشاي في صمت وهدوء وسکينة حمد الله
وطلب من الله مخدة
علشان ينام عليها.
وقال يارب أرزقني بمخدة إنت عارف إني مش بعرف أنام على
الصخر من غير مخدة.
يقول الأمير أقسم بالله العظيم أتي مجموعة من الحجاج من
دولة المغرب
عرفتهم من كلامهم وجلسوا بجانبنا وفرشوا سجادة ووضعوا وسائدهم بجانبنا فاستأذنهم في