قصه وعبره
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصة حقيقية :
يقول أحد الأخوة : في نهاية التسعينيات من القرن المنقضي كنت أعمل لدى رجل أعمال معروف يمتلك مجموعة من المطاعم الشهيرة، توطدت علاقتي به بعد فترة وجيزة من انضمامي للعمل حتى أصبح يثق بي تماماً، وسرعان ما تمت ترقيتي أكثر من مرة حتى أصبحت أدير مجموعة المطاعم إدارة كاملة بصلاحيات واسعة، حيث كان يعمل تحت إدارتي مئات العمال والموظفين، كل هذا وأنا لم أكن قد أتممت بعد عامي الخامس والعشرين.
كان كل شيء يسير على ما يرام حتى ذلك اليوم، وفي نهاية الوردية المسائية كنت أتفقد المطعم كعادتي، فلاحظت وجود فتاة من العاملات تقف مرتبكة، وازدادت ارتباكاً عندما رأتني، وهمَّت مسرعة بالانصراف
ولم تفلح توسلات الفتاة ولا دموعها ولم تجد وساطة العاملين ولا مبرراتهم بأنها فتاة صغيرة يتيمة الأب تعمل كي تنفق على والدتها المړيضة على الرغم من أنها ما زالت تدرس بالمرحلة الثانوية
يقول : لم يحن قلبي أبداً حيث إنني مستأمن على ذلك المال وظننت أنني فعلت الصواب، بل وأسرعت للإتصال بالسيد شريف صاحب العمل لإخباره بما حدث، متوقعاً إشادة واسعة ومكافأة مجزية إلا أنني وجدت الرجل كما لم أراه من قبل، كان ثائراً غضباً يوبخني بشدة وقطع إجازته.
وفي صبيحة اليوم التالي، اجتمع بجميع العاملين والعاملات وحثهم على الأمانة والحفاظ على مصدر دخلهم وأمر بزيادة مجزية جداً في راتب كل العاملين وإعادة الفتاة إلى عملها مع منحها وجبتي عشاء لها ولوالدتها يوميا عند الإنصراف .
لا أخفي عليكم أن موقفة أشعرني بكثير من الإحباط حتى قررت تقديم استقالة مسببة
فما كان منه إلا أنه مزق ورقة الإستقالة وقال لي : يا بني، سأقص عليك قصة شاب كان يعمل على عربة كبده واستأمنه صاحب العربة على ماله فصانه حتى ازداد المال واشتهرت العربة وتضاعف الإيراد أضعافاً مضاعفة بفضل ذاك الشاب وكفاءته في العمل