رواية بين غياهب الاقدار (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم نورهان العشري
تردد دون وعي
بكرهك .. بكرهك.. يا حازم بكرهك..
كانت ملامحها المتألمه تحكي عن أي كابوس تعيش في تلك اللحظة. كابوس لا تستطيع تجاوزه أي فتاة و خاصة هي. جسدها المرتجف كان يعبر بطريقته عن رفضه لما حدث له و ما مر به. يعلم جيدا أي شعور يجتاحها الآن فقد كان يشاركها الألم يشعر بالقهر لما حدث معها يتألم كما لم يتألم من قبل.
كان القدر يلقي بها دائما في طريقه و كأنه يعانده حتى أسلم قلبه رايته فأصبحت حربا ضاريه يقف بها أمام قدره الذي أحكم قلبه بين كفيها ولم يعد له سبيل للمقاومة و بالرغم من قوته و صلابته إلا أنه أضعف مخلوق أمام ضرا يمسها.
فقط يتمني لو يمتص اتهاماته المروعه و التي لم تشفق يوما عليها فحاولت استعادة نفسها للحظات لم تقطع تواصلهما البصري ثم ڼهرته بجفاء
انت بتعمل ايه هنا
تراجع خطوة إلي الخلف بينما عينيه ما زالت مسلطة عليها و قال مستفهما بنبرة هادئة كانت غريبه علي مسامعها وخاصة منه
غمغمت بخفوت
الحمد لله.
شعر بجفائها الذي آلمه ولكنه تجاهل ذلك قائلا
حمد لله على سلامتك..
لم تتنازل بالنظر إليه بل أجابت باختصار
الله يسلمك..
كان جفاءها أمر متوقع ولكنه بالرغم من ذلك كان مؤلم. وللحق كان أقل بكثير مما يستحق هكذا حدثه قلبه و لإنه لم
يكن متجبر أو ظالم بطبعه جذب المقعد و وضعه أمام مخدعها يناظرها بعينين لأول مرة تصفو سماءهم وقال بنبرة رخيمة
لم تكن أول مرة تسمع اسمها من بين شفتيه ولكن تلك المرة كان مختلفا بطريقة اربكتها و جعلت دقاتها تتقاذف بداخلها پعنف. وعلي عكس المتوقع أخفت كل ما يعتمل بداخلها ببراعة و أطاعته بهدوء و دون حديث فقط نظرات تتخللها السخرية بينما ظلت ملامحها جامدة ليعلم أن تلك الفتاة التي يراها الآن تختلف كثيرا عن التي جاءت منذ خمسة أشهر لتعيش معهم فقد حولتها الصدمات و
في كلام كتير بينا محتاجين نقوله.. يمكن الوقت دلوقتي مش مناسب بس..
قاطعته بجمود
فعلا الوقت مش مناسب لأي كلام انا عايزة اشوف ابني واطمن عليه و ارتاح عشان تعبانه..
تعلم جيدا
أنها تستفزه و أنه ليس برجل صبور وإن كانت تلك الطريقة التي ستسلكها معه فهو هالك لا محالة
بنبرة اقرب الي العادية تحدثت
مفيش بينا كلام يتقال . عالأقل من ناحيتي معنديش حاجه اقولهالك. و معتقدش اني الي هسمعه منك مهم أو هيفيدني ..
أيقظت وحوشه الكامنة بلامبالاتها و جمودها فهب من مكانه قائلا پغضب
لا في و هتسمعيني . حتي لو معندكيش اللي تقوليهولي. بس هتسمعيني. انا عارف اني غلطت في حقك..
توقف للحظات لا يعرف كيف يبدأ أو يعبر عما يدور بداخله لا يريد نبش الماضي و لا خربشه چراحها الملتهبه مرة أخرى ولكنه تابع من أكثر بواطنه ألما
انا كنت
عارف ان حازم مش ملاك.. و كنت دايما بختلف انا وهو لحد يوم الحاډث ساب البيت و مشي بسبب خناقتي معاه. بس كنت بقول شاب و طايش. لكن أنت..
تعمقت نبرته و نظراته أكثر حين تابع
أنت كان الوضع بالنسبالك مختلف. بنت حلوة.. جميلة...
تلعثمت حروف الغزل المغايرة علي شفتيه فتوقف للحظات يشرد بعينيها و ملامحها التي نقشت بسهم الحب المشتعل فوق جدران قلبه فتسارعت أنفاسه للحظات قطعتها حين أدارت عينيها للجهة الأخرى وكأنها تستنكر نظراته إليها فتحمحم بخفوت قبل أن يكمل
و باين عليك انك بنت ناس. ليه تعملي في نفسك كده ليه تقبلي حاجه زي دي و تقللي من نفسك تحت مسمى الحب.
أيدته بلهجه قاسېة
عندك حق.. انا فعلا قللت من نفسي. و مش ناوية اعمل كدا تاني.
تشابهت ملامحها مع لهجتها في تلك اللحظة فعلم أنها مازالت تحت تأثير چراحها أو هكذا اقنع نفسه فاطلق الهواء المكبوت في صدره دفعة واحدة و اقترب من مخدعها مرة أخرى و أقر بهزيمته بنبرة هادئة
انا بعتذر على كل كلمة قولتها ضايقتك. بعتذر علي كل حاجه حصلت مني و من..
تشنجات عضلاته و نفرت عروق وجهه وهو يتابع من بين اسنانه
و من حازم.
أجابته بجفاء و صرامه
اعتذر في الي يخصك أما الي بيني و بين حازم دا هيفضل بينا ليوم الدين..
كان يعلم مقدار حزنها و ألمها فبالرغم من جمود ملامحها و لهجتها إلا أن اهتزاز حدقتيها كان