رواية براثن اليزيد(كاملة وحصري حتى الفصل الاخير) بقلم ندى حسن
لم تتعدى الثامنة صباحا فعلمت أنه لم يذهب بعد وقفت خلف باب الغرفة ثم صاحت بصوت عال بعض الشيء
يزيد أفتح الباب
لم تتلقى إجابة منه فوضعت أذنها على الباب تسترق السمع ولكن لم تستمع لشيء بالخارج فطرقت بكلتا يدها وصاحت بحدة
أنت كمان جايلك نوم قوم أفتح الباب يا يزيد وإلا هعملك ڤضيحة هنا
نهض من على الفراش جالسا مرتعد بسبب ذلك الصوت المزعج الذي أستمع إليه نظر حوله ليرى إن كان هناك شيء حقا ولكن لا يوجد فعاود النوم مرة أخرى ولكن صوتها الصارخ أخترق أذنه ليجعله يهب واقفا على أرضية الغرفة مقتربا من باب الغرفة قائلا بهدوء متسائلا
اغتاظت من هدوءه وبروده في المعاملة وكأنه لم يفعل شيء أبدا فصاحت بعصبية وهي ټضرب الباب بقدمها
أفتح الباب يا يزيد وإلا مش هيحصل كويس.. لولا أن حاجتي جوه كنت مشيت من غير ما تعرف أصلا
مسح وجهه بكف يده الأيمن بينما الآخر مستندا به على الباب يحاول أن يبعد النعاس عن عينيه تمتم بينه وبين نفسه بكلمات غير مفهومة ربما تجعله يهدأ حتى يصلح ما أفسده
أتته الإجابة سريعا وهي تقول بحدة وعصبية بسبب حپسه لها بهذه الطريقة
اعتبرها زي ما تعتبرها المهم أنك هتفتح الباب يعني هتفتحه
ابتسم بسخرية بعدما استمع إلى حديثها الواثق وكأنه يقوم الآن بفتح الباب لتلبية طلبها الأمر
طب لو مفتحتوش يعني هتعملي ايه
صاحت بإسمه من بين أسنانها بصوت غاضب
يزيد!..
ابتسم يزيد بهدوء ثم حاول معها باللين لتوافق على طلبه الذي ربما يكن مستحيل فما فعله لمولكنه لم يكن يدري بالأمر ولا يعلم ما يفعله سوى أن شيطانه سول إليه أنها خائڼة وهي لم تبخل عليه بمساعدته
تريث بعد جملته أخذا نفسا عميق ثم تحدث مجددا بخفوت وصوت أجش
أنا آسف بصي عارف إني حيوان بجد وحقېر كمان على اللي عملته بس حطي نفسك مكاني.. فجأة ألاقي مراتي واقفه فاتحة رسايل شخص متسجل عندها حبيبي بيكلمها وكأنه جوزها وكأنه أنا يا مروة غير أنه عارف حاجات يعني مش
أي حد هيعرفها ده غير إن دي تاني مرة لنفس الرقم حتى مكلفتيش خاطرك تمسحي أم الرقم أو الإسم عايزاني أفكر إزاي طيب
أفتح الباب يا يزيد
أجابها قائلا بهدوء وهو يستند على الباب بكلتا يديه
هفتحه بس اوعديني مش هتاخدي أي قرار غير لما نتكلم
أوعدك
ذهب ناحية الكومود بجوار الفراش ليجذب من عليه مفتاح الغرفة وذهب إليها ثم وضع المفتاح بالمزلاج وأداره لينفتح الباب وتظهر هي من خلفه بملامحها الباهتة وعينيها المنتفخة ربما
البعض مهشم لا يصلح لشيء والبعض الآخر ربما يصلح لم تنظر إلى وجهة مباشرة فقد هربت من رؤية ملامحه..
تقدمت إلى داخل الغرفة تعطي ظهرها إليه ليتقدم منها ممسكا معصم يدها ثم جعلها تستدير لتكون في مقابلته بينما هي سحبت يدها من بين يده..
اللون
أنا آسف بجد مكنش قصدي كل اللي حصل ده سامحيني
هو أنت خبطني بكتفك علشان تقول آسف أنت عارف أنت عملت ايه تحب أقولك أنت سبتني بأبشع الألفاظ ! كل ده علشان سوء تفاهم... حاولت افهمك أن والله معرفش مين ده ولا ليا علاقة بيه لكن لا إزاي الراجل اللي جواك لازم يطلع عليا...
أول مرة بجد أنا مكنتش أعرف مين حتى سجله عندي بعديها ميار سألت على إسم صاحب الخط عن طريق حد صاحبها ومعرفتش نسيت امسحه مفكرتش أصلا فيه تاني وامبارح دي كانت تاني مرة يبعت وأنا فعلا معرفش هو مين والله معرفش ولا أعرف هو عرف الحاجات دي إزاي وحاولت افهمك ده لكن أنت مفهمتش ده مش ذنبي
ثم تحدث قائلا باستغراب
طيب أنا معرفش كل ده عايزاني أعمل ايه يعني لما حتى متمسحيش الرقم ولا لما يقول على أمي ست مش كويسه وبيقول عني بقف.. أنا بقف بلاش
كل ده أعمل ايه أنا لما تكون دي تاني مرة لمراتي مع نفس الشخص وأنت كمان مقصرتيش بكلامك حطي نفسك مكاني أنا مكنتش شايف قدامي من العصبية اللي كنت فيها
ذهبت لتقف أمام باب شرفة غرفة النوم تنظر إلى الخارج تعطي إليه ظهرها وتقول بحدة
كان المفروض تسمعني لأني حاولت افهمك أكتر من مرة متبررش لنفسك الغلط
تقدم هو الآخر محاولا أن يجعلها تعود عن ما في رأسها وتظل معه
أنا مش ببرر يا مروة بس أنا محتاجك! محتاجك تفضلي معايا هنا علشان نعمل اللي قولتي عليه مش قولتي هنكمل الطريق سوا مش علشان غلطة صغيرة هنهد كل حاجة أرجوكي بلاش تمشي..
استدارت تصرخ في وجهه پغضب وعصبية
دي مش غلطة صغيرة يا يزيد أنت لو كنت كملت اللي بدأته كانت حياتنا سوا ادمرت ياريت تكون فاهم ده كويس طبعا غير أنك پتكره عيلتي أنت وكل اللي هنا وأنا مش هعرف أعيش كده مش هعرف أعيش في وسط ناس كارهين أهلي وكارهني كمان
مسح على وجهه بعصبية ثم هتفت ببرود وتهكم مجيبا على كلماتها
طيب ياستي غلطة كبيرة مش صغيرة لكن خلصت وأنا اعترفت بغلطي وطالب فرصة تانية فيها ايه يعني ومكملتش في اللي بدأته علشان عايزه برضاكي وبعدين هو مين قالك أني كاره أهلك أنا اتعصبت وكنت مخڼوق ومش شايف قدامي علشان كده قولت كل اللي قولته امبارح ومتقدريش تثبتي غير ده لأن عمري ما قولت عليهم حاجه
تركته متوجهة ناحية المرحاض بخطوات سريعة متخطيه إياه لتهرب من ذلك النقاش المهلك لاعصابها أخذ خطوة واسعة ثم التقط معصم يدها جاعلها تستدير إليه ثم دفعها ناحية الحائط ليقف مقابلا لها محاصرا إياها وهتف بصوت واثق قائلا
أنا آسف أوعدك اللي حصل مش هيتكرر تاني بس أنت مش هتخرجي من هنا غير على چثتي أنا محتاج فرصة أرجوكي
أكمل بهدوء قائلا
أنا معرفتش مين الشخص ده أنا كمان وحاولت أعرف الخط طلع مش متسجل فعلا يبقى تعمليله بلوك وتشيلي الإسم من عندك
تريث مرة
إلا قولي يا فاروق.. أخوك هيعمل ايه مع مراته
مرر عينيه عليها من أعلاها إلى أسفل قدميها مزيلا عرق جبهته بيده وهو ينظر إليها باستغراب غير مدرك مقصدها بهذا الحديث عن أخيه وزوجته فقال متسائلا
يعمل ايه إزاي يعني
ابتسمت بسخرية قبل أن تقترب منه واضعة كف يدها على كتفه العريض قائلة بجدية لتحثه على الحديث معها
قصدي في حوار
الأرض
نظر إلى فتحة قميصها من الأعلى والتي تعمدت أن ترتديه ليظهر مقدمة صدرها رفع نظره إليها مرة أخرى وتحدث بجدية
مش خابر يا إيمان عمي سابت عايز الموضوع يخلص ويزيد شكله مطول معاها بت طوبار
التمعت عينيها بمكر ونظرة خبيثة قبل أن تقترب منه مرة أخرى ملتصقة به وهتفت قائلة بفحيح لتجعله يتحدث مع أخيه متعجلا ثم يقم بتطليق زوجته
أنت أخوه الكبير وليك كلمة عليه كلمه وخليه يخلص ويعمل زي ما اتفقتوا الله.. وبعدين
خد بالك البت دي مش سهلة دي سهنه وخبيثة وهتاكل بعقل أخوك حلاوة لو مفتحش ليها
نظر أمامه هذه المرة وتحدث بشرود وهو يتذكر حديث والدته عنها مثلما قالت زوجته بأنها فتاة غير سهلة للعب بها
أمي قالت نفس الكلام ده.. أنا هكلم يزيد كده كده زي ما قال عمي ونخلص من الغم ده
ابتسمت باتساع وعادت بظهرها إلى ظهر الفراش مستندة عليه براحة لتقول بخفوت وصوت خافض
أيوه كده أخيراهي الوحيدة الغريبة بينهم والغير مقبولة بالنسبة لهم يرونها فتاة من عائلة عدوة كريهة وكل منهم يأخذها بذنب ليس لها فيه فعل..
جلست على الأريكة بجوار يسرى
التي كانت تمسك الهاتف بيدها تعبث به وهي تريها شيء ما بينما هادمات لحظات السعادة يلقون عليها كلمات صنعت من چروح هي كانت راحلة بلا رجعة لقد قررت ذلك وعزمت التنفيذ ولكنه لم يجعلها تفعل ألح عليها كثيرا معتذرا عن ما بدر منه في آخر مرة بينهم اعترض طريقها بالقوة ليجعلها تبقى ولا ترحل عنه طالبا
فرصة أولى وأخيرة ليصلح ما بينهم
وليكونوا زوج وزوجة متقبلين بعضهم في جميع الأحوال دون الضغط من أي شخص..
فاستجاب قلبها الخائڼ له وبقيت معه ولم ترحل عنه معلله لنفسها بأنها ستجرب هذه المرة فقط حتى لا تفشل معه وعندما تسأل نفسها تجيب بأنها قد اوفت وفعلت ما عليها..
وحقا دون شيء آخر هي منجذبة إليه تعلم أنها مقاطعة إياه منذ ذلك اليوم وها قد مر أسبوعين ولكن اعتذاراته التي لا تستكين والهدايا التي لا يمل من تقديمها لها تجعلها تريد أن تقول له أنها سامحته ابتسامته العذبة وعينيه صاحبة الألوان المتعددة تجعلها تغيب عن العالم وكأنها بوادر الحب الذي لم تخوضه يوم بحياتها..
استمعت إلى والدة زوجها فظة الحديث تقول بصوت عالي إلى زوجة ابنها الأكبر بسخرية وتهكم ناظرة إليها
كنتي تصدقي يا إيمان إن الشحاتين يقعدوا وسطينا كده في يوم
ابتسمت الأخرى بتشفي وكأن تلك المسكينة قټلت لها قتيل ولكن هكذا هي النفوس المړيضة تكره دون أسباب تحدثت مجيبة والدة زوجها بسخرية هي الأخرى
لأ والله يا مرات عمي بس لا وكمان ايه بجحين
تنفست ثم بدأت العد من واحد إلى عشرة لتهدأ نفسها وهي تنظر في شاشة الهاتف الذي تحمله يسرى مذكرة نفسها بكلمات يزيد عندما حاول محادثتها فقد قال لها أن مهما يحدث أو يبدر منهم لا تجيب عليهم بالحسن أو السيء وإن لم تستطع التحكم بنفسها فعليها تركهم وتلجأ إليه هو فقط من يستطيع استيراد حق زوجته..
حاولت أن تفعل كما قال وثبتت نظرها في شاشة الهاتف لترى فساتين تريها إليها يسرى التي تريد شراء بعض منها..
مرة أخرى تحدثت والدة زوجها بعد أن اعتدلت في جلستها وقالت إلى شقيق زوجها بجدية وابتسامة
بس قولي يا أبو زاهر هي مين العيلة اللي قالوا عليهم حرامية من كام سنة وسيرتهم كانت على كل لسان
نظر سابت إلى مروة بنصف عين وهو يعلم ما تريد الوصول إليه زوجة أخيه ليقول بتعاطف زائف وكأنه يشمت
ما خلاص يا حجة بقى اللي ربنا ستره مش إحنا اللي هنفضحه
ضحكت إيمان التي نظرت إلى زوجها ومن بعده عمه سابت ثم قالت مبتسمة وهي تحمل الخبث داخل كلماتها
مهو اتفضح وخلاص يا عمي هو كان لسه هيتستر من تاني
كلماتهم لم تكن هينة عليها كل ما يتحدثون به تعلم أنه موجه إليها ولكن هل حقا عائلتها عرفت بهذا متى وكيف هي تعلم أنهم شرفاء وجدها كان رجل عادل حكيم