قصه وعبره
(((((قصة وعبرة)))))
■يُحكى أن شيخًا عالمًا كان يمشي مع أحد تلاميذه بين الحقول، وأثناء سيرهما شاهدا حذاء قديمًا اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبـة والذي سينهي عمله بعد قليل ويأتي لأخذه .
فقال التلميذ لشيخه :
ما رأيك يا شيخنا لو نمازح هذا العامل ونقوم بإخفاء حذائه وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقوداً فنرى كيف سيكون تصرفه !
فأجابه العالم الجليل :
"يجب أن لا نسلي أنفسنا بأحزان الآخرين ولكن أنت يا بني غني ويمكن أن تجلب السعادة لنفسك ولذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه وتختبئ كي تشاهد مدى تأثير ذلك عليه" !!
أعجب التلميذ بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو وشيخه خلف الشجيرات ؛ ليريا ردة فعل ذلك على العامل الفقير.
وبعد دقائق جاء عامل فقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة ليأخذ حذاءه ، وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده (نقوداً) !!
وقام بفعل الشيء نفسه في الحذاء الآخر ووجد نقودًا أيضاً !!
نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم ..
بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحداً حوله !!
وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يناجي ربـه :
"أشكرك يا رب يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ؛ فأنقذتني وأولادي من الهلاك"
واستمر يبكي طويلاً ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة .
تأثر التلميذ كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع ،،
عندها قال الشيخ الجليل :
"ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء؟
أجاب التلميذ :
"لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت ،،
الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي : "عندما تعطي ستكون أكثر سعادةً من أن تأخذ".
فقال له شيخه :
لتعلم يابني أن العطاء أنـواع :
- العفو عند المقـدرة عطـاء..
- التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطـاء..
- الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاء..
- صـفاء القلب ليس عيباً.
- التغافل ليس غباءً
و-التسامح ليس ضعفاً..
- الصمت ليس انطواءً..
بل هي تربية و عباده..
■بُثَّ همّك كلّه في سجدةٍ واحدة ، لا تترك في قلبك أي شيءٍ مهما تخالطت دموعك بكلماتك وتكركب لسانك من فيضِ عِباراتك وعَبراتك ، فوالله ستمرُّ الأيام وقد تنسى تلك الدعوات وتنشغل في أمور حياتك ، وإجابة تلك الدعوات تُنسجُ لك من حيث لا تعلم لتفرح بها من حيث لا تحتسب !*
■اللهم اجعلنا ممن تفائل بخيرك فأكرمته وتوكل عليك فكفيته ولجأ إليك فأعطيته واستغاث بك فأغثته،
اللهم لا تجعل بيننا و بينك في رزقنا أحدا سواك، واجعلنا أغنى خلقك بك، وأفقر عبادك إليك، وهب لنا غنى لا يطغينا، وصحة لا تلهينا ..
■ اللهم صل وسلم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى ٱله وصحبه أجمعين.