المنبوذ والقريه
في قرية صغيرة معزولة، كانت الأساطير تحكي عن رجل غامض ذو عين واحدة يظهر فقط في ليالي القمر الجديد يُقال إنه كان يسكن في بيت مهجور على حافة الغابة، وأن عينه الواحدة كانت تلمع كالجمر في الظلام، ترصد الأرواح الضائعة.
ذات ليلة، قرر شاب شجاع من القرية أن يكشف الحقيقة وراء هذه الأسطورة تسلح بمصباحه وسکين صغير، وتوجه نحو البيت المهجور وما إن وصل، بدأت الرياح تعوي بقوة والأشجار تتمايل پعنف، كأن الطبيعة نفسها تحذره من الاقتراب.
دخل الشاب البيت بحذر، وبدأ يتفحص الغرف المظلمة واحدة تلو الأخرى وفجأة، في زاوية مظلمة، رأى العين اللامعة تراقبه. شعر ببرودة تسري في عروقه، لكنه تماسك وخاطب الرجل: "من أنت؟ ولماذا تختبئ هنا؟"
لم يجب الرجل بدلاً من ذلك، تقدم من الظلال وأظهر نفسه. كان وجهه مغطى بالندوب، وعينه الواحدة تنظر إليه بحزن عميق بصوت مبحوح، بدأ يروي قصته - كيف أنه كان محاربًا قديمًا خسر عينه في معركة، وكيف أن القرية نبذته خوفًا من مظهره أدرك الشاب أن الرجل لم يكن شريرًا كما اعتقد الجميع، بل كان وحيدًا ومحطمًا. قرر الشاب أن يساعده، وبدأ بإخبار القرية عن الحقيقة مع مرور الوقت، تغيرت نظرة القرويين، وبدأوا يقدمون الطعام والرفقة للرجل ذو العين الواحدة، وأصبح جزءًا من المجتمع مرة أخرى وهكذا، تحولت الأسطورة المرعبة إلى قصة عن الشجاعة والتعاطف، وعن كيف يمكن للفهم واللطف أن يغيران القلوب.💜