رواية لم يبق لنا إلا الوداع بقلم منى أحمد حافظ
أمجد أنا لو أحكي لك قد أنا فرحانة مش هتصدق أصلي النهاردة مضيت عقد مع شركة كبيرة و
بترت منار كلمتها حين أتاها صوته الحاد يقول
وهترجعي تفسخي العقد يا منار لأن أنا سبق وقلت لك أني مش عايزك تشتغلي وبعدين بدل ما كنت روحتي شركة المهندس سامر واشتكيت وعملت الفيلم دا علشان يقبلوا التصميم اللي أترفض كان الأولى أنك تنزلي معايا نشتري العفش ونرتب لفرحنا ولا أنت خلاص نسيت أننا مفروض كنا أتجوزنا من كام شهر وحضرتك اللي أجلتي
أمجد أنت عرفت أزاي أني روحت شركة البشمهندس سامر وإن أصلا التصميم أترفض وأنا متكلمتش معاك
انتباهها ولكنها رفضت وأصرت على سؤالها قائلة
جاوبني يا أمجد عرفت منين إن التصميم أترفض
صاح بها غاضبا
هو تحقيق يا منار ما خلاص عرفت زي ما عرفت المهم الكلام اللي قلته العقد تفسخيه وتشيلي من دماغك موضوع الشغل نهائي وتبدأي ترتبي لفرحنا وأنا هاجي النهاردة وهتكلم مع عمي واتفق معاه على كل حاجة
رجعت بدري النهارده يعني إيه مافيش صفقات جديدة ولا عقود هتتراجع
مالك يا أمجد شكلك متعصب زي ما تكون متخانق
ألقى أمجد بجسده فوق فراشه ورماها بنظرة ڼارية وأردف
متعصب علشان المفروض لما أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني مش ألاقيها مطنشاني وتكلمني كأني بشحت منها فلو مضايق أوي أني متعصب فحقك عليا ولو وجودي مضايقك أنا ممكن امشي عادي المهم راحتك ما هو البيت بيتك وأنا ماليش الحق أتكلم أو أعترض
أمجد أرجوك أنا مش قصدي أي حاجة واللي حصل مني أمبارح بابا عاتبني فيه ولو كنت بسألك فأنا استغربت لأني ليا فترة بطلب منك ترجع بدري وكنت تقولي عقود وصفقات
زفر أمجد وأشاح بوجهه عنها وأردف
أنت بتزودي الغلط بغلط يا ليان وبدل ما تعتذري بتقولي إنك متراجعتيش إلا لما عمي كلمك يعني محستيش أنك غلطانة
الټفت حوله ووضعت يدها فوق شفتيه لتمنعه من قولها وانهمرت دموعها قائلة
أنا آسفة يا أمجد بس أوعى تسيبني أنت عارف أنا بحبك قد إيه ومقدرش استغنى عنك
جذبها نحوه وكفكف دموعها وأردف
يا ليان أنا كمان بحبك ويمكن أكتر منك بس سبق وقلت لك لو زعلانة مني فأي حاجة تعالي اتكلمتي معايا واشتكي لي مني وبلاش تستكت يا حبيبتي أنا ملاحظ من فترة أنك ساكتة وكل ما أبص لك تخبي عينك عني حاولت أجرك فالكلام بس أنت رافضة وبصراحة بعد اللي عملتيه معايا امبارح وأسلوبك دلوقتي فالكلام جرحني وحسيت أنك بتقللي مني ومش عايزني عموما حقك عليا ويا ستي لو في حاجة صدرت مني ومزعلاك قوليلي وأنا أصالحك واعتذر لك كمان ولو حابة أخدك وأطلع قصاد عمي أبوس راسك فأنا مستعد
زادتها كلماته ندما فتشبثت به وأردفت
لا يا أمجد أنا اللي غلطت ومفروض اعتذر لك مش أزود زعلك مني
ربت أمجد ظهرها وحملها ومددها فوق فراشه
أنا عارف إن موضوع الحمل اللي أتأخر مأثر عليك ومضايقك علشان كده أنا قررت أخد أجازة وأسافر معاك تكشفي فالمكان اللي تشاوري عليه وتشوفي علاج غير اللي جربتيه هنا المهم أنك تهدي وتبطلي تقفلي على نفسك وتحرميني منك
داعبت وجهه بإصبعها وأردفت
مافيش داعي نسافر أنا خلاص اقتنعت إن كل حاجة مكتوبة وربنا لو رايد لي أكون أم أكيد هبقى أم من غير ما أسافر
سألها أمجد بحيرة عن سبب اقتناعها فأجابته بحرج
بصراحة أنا كنت مقصرة مع ربنا بس الحمد لله رجعت انتظمت فالصلاة
والتزمت بالأذكار ومن امبارح وأنا حاسة بالراحة
مد أمجد يده ورفع وجهها نحوه وأردف
يعني مش هتتعصبي كل شهر وترمي الاختبارات وتخاصميني كأني السبب
هزت رأسها بالنفي فابتسم قائلا
حيث كده يبقى تصالحيني على اللي حصل منك وتعتذري لي كمان
احمر وجهها حرجا وأردفت
وبعدين يا أمجد عايزني أصلحك الضهر طب ما تخليها بالليل ونسهر سوا سهرة حلوة من بتوع زمان
اسكتها أمجد وقوله
أنت تصالحيني دلوقتي وأنا أسهرك بالليل بعد ما أرجع من مشواري اتفقنا
أومأت وهي تجذب رأسه نحوهها وهي تهمس له بمشاعرها نحوه
8 انكسار
عزمت على تنفيذ قرارها لابد أن ستصل لإجابة سؤالها رغم أنف الجميع واتجهت صوب مكتب أيمن وولجته دون إذن وجلست أمامه فنظر إليها بضيق وأشاح ببصره عنها قائلا
هو مش في باب يا آنسة تخبطي عليه الأول قبل ما تدخلي ولا البشمهندسة متعرفش حاجة عن الذوق
ابتسمت ببرود ووضعت ساقا فوق الأخرى وأجابته باستفزاز
عادي يا بشمهندس ما أنا وأنت تقريبا فحكم زمايل العمل وما أظنش أن زميلك كل ما يدخلوا المكتب يخبطوا عموما ليك عليا المرة الجاية أخبط المهم قولي القهوة اللي وقعت على التصميم كانت بوش ولا من غير وش
اعتدل أيمن بمقعده ورمقها بضيق وزفر بقوة لمحاولتها استفزازه الواضحة وأردف
كانت بوش وسادة يا بشمهندسة
ضحكت منار هازئة وصڤعته بقولها
ليها حق تقع أصل مينفعش تبقى بوش وأنت موجود
هب أيمن عن مكانه وصاح پغضب
جرى إيه يا بشمهندسة أنت جاية مكتبي تشتميني ولا إيه
وقفت منار أمامه ووضعت كفيها فوق سطح مكتبه وأردفت بجدية
لا أنا جاية أعرف منك اسم اللي زقك عليا علشان ترفض التصميم ولعلمك أنا مش همشي من هنا إلا لما تقولي وصدقني أنت لو متكلمتش أنا هطلع على مكتب البشمهندس سامر وساعتها هتلاقيه بيطلبك وهيعرف منك بطريقته
ازداد تجهم وجهه إزاء إصرارها الغريب لمعرفة اسمه وټهديدها له وبادلها النظرات لبضع ثوان تأكد خلالها إنها لن تتراجع عن معرفة إجابة سؤالها مهما أراد فزفر بحنق وأردف
لو مصممة تعرفي يبقى توعديني إن الكلام اللي هقوله هيفضل سر بينا وأنك مهما حصل مش هتجيبي سيرة للمهندس سامر ولا هتدخليه ما بينا
أومأت منار ووعدته ولاحقت وجهه بعيون وجلة وأحست بقلبها يرجف خوفا وحين اخبرها هويته تراخت ساقاها فدعمت جسدها بتمسكها بحافتي مكتبه وتمالكت نفسها فلا مجال لها لټنهار أمامه أو تتخاذل فامعنت نظرت إليه واقرت پألم
وأنا عندي وعدني ليك إن محدش هيعرف منى أي حاجة بس وأرجوك بلاش تحاول تبلغه وتقوله أني عرفت علشان ساعتها أنا مش هسكت إلا لما تترفد من هنا اتفقنا
غادرت منار مكتبه بقلب منفطر وعادت إلى مكتبها المؤقت الذي فاجئها سامر به وجلست بتيه تشعر بتوقف عقلها حاولت منار عدم التفكير في الأمر ولكنها لم تفلح فقررت المغادرة وأثناء سيرها لمحها سامر فترك ما بيده ونادها ولكنها لم تنتبه لصوته إلا حين اعترض طريقها وحين تقابلت أعينهم أجفل من نظرات الحزن الواضحة بعينيها وأردف
مالك يا منار هو في حد هنا ضايقك ولا حاجة
هزت منار رأسها بالنفي وهتفت بصوت محشرج
ما فيش أنا بس مصدعة شوية فقلت أمشي
أشار إليها سامر بمرافقته ولم تدر منار لما استجابت لدعوته وتبعت خطواته وجلست بجواره بسيارته واسندت رأسها إلى النافذة بجوارها وتاهت مرة أخرى بدائرة أفطارها بعد قليل صف سامر سيارته أمام أحد المقاهي فانتبهت وتطلعت حولها بحيرة وعادت بعينها إليه وسألته
أنا إيه اللي جابني هنا
منعها سامر من المغادرة وأصر على دعوتها لتحتسي برفقته القهوة فأطاعته بضيق وجلست أمامه بوجه متجهم فأشار إلى عبوسها وأردف
على فكرة أنت لو فضلت مكشرة كتير هتعجزي بدري دا غير إن الناس اللي قاعدين حوالينا ممكن يطلبوا لي الشرطة ويقولوا أني خطڤك
رسمت منار ابتسامة واهية فوق شفتيها فسارع سامر قائلا
بصي هو أنا آسف بس بلاش تبتسمي وخليك مكشرة أحسن علشان التكشيرة طلعت أرحم
حينها ابتسمت منار بحرج وأردفت
مش أوي كده يا بشمهندس عموما أنا بشكرك على الدعوة وبعتذر علشان فمود مش متظبط وأرجو إن حضرتك متخدش عني فكرة غلط يعني أكمني وافقت أجي معاك أصل أنا أول مرة أخرج مع حد غريب وبصراحة بابا لو شافني ولا أمجد مش هيعدوا الموقف على خير أبدا
بهتت ملامحه لكلماتها الصاډمة فهو لم يأت إلى عقله أبدا أن يفكر بها بتلك الصورة فهو منذ رآها تجلس أمامه بمكتبه وأحس أنها سلبته جزء من عقله وقلبه لصالحها ولم يأت على خاطره قط أن يفكر بها بتلك الطريقة أبدا ليس لإعجابه بها ولكن لأنه شخص تعود طوال حياته ألا يرمي أحدا بظنون باطلة وزاده سوءا ذكرها اسم أمجد بحديثها فأردف بغيرة طفيفة
على فكرة أنا عمري فحياتي ما حكمت على أي شخص من مقابلة ولا تصرف عموما لما تتعاملي معايا هتعرفيني بشكل أوضح أما بالنسبة لوالدك فأنا
مستعد أكلمه وأوضح له سبب مقابلتنا علشان أرفع عنك الحرج
حمحمت منار بحرج فهي للحظة لا تعلم كيف تفوهت بتلك الكلمات فاعتذرت قائلة
أنا بعتذر لحضرتك واضح إن حالتي المزاجية مأثرة عليا ومخلياني أقول كلام بايخ ياريت حضرتك متزعلش مني
لم يشأ سامر أن يضيف عبأ أخر عليها فملامحها تخبره بأنها تمر بظروف سيئة فابتسم لها محاولا التغاضي لتهون الأمر على نفسها وأردف
ولا يهمك المهم إني كنت حابب تصميمي لنا نموذج جديد لملامحق سكنية تكون بسيطة وتكلفة الإنشاء فالمعقول
أومأت وعلى ثغرها ابتسامة وأردفت
إن شاء الله بس حضرتك هتحتاجه على أمته علشان أشوف وقتي والدراسة وكده
أخبرها سامر بالتأني وترك لها مهلة مفتوحة دون قيود وأردف
أنا أسف لسؤالي بس واضح إنك مرتبطة بوالدك بدرجة كبيرة على كده عندك أخوات غير أمجد
احمر وجهها وأجابته بارتباك
لا أمجد مش أخويا دي