الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصة ثلاث بنات يتامي

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز


الحياة في مكان ما فلنصل إلى الله ليحفظهما ولا نترك الحزن يستولي علينا
لما سمعت الأختان بعطف وحنان الأمير على سکينة وصبره على ما حل به زاد حقدهما على أختهما الصغرى وقالت أحدهما للأخرى هذه المرة سأدبر لها مکيدة لن تنجو منها وستنهي حياتها في سجن مظلم
كبر بدر وبدور وأصبحا شابين وذات يوم مرض الشيخ صالح وقال لزوجته  إني أحس بان حان أجلي وأوصيك بأن تهتمي بالأولاد وبعد أيام ماټ فحزنت عليه فطيمة كثيرا 

ولم تنفع محاولات الجيران لمواساتها وتوقفت عن الأكل والشرب ذات يوم نادت العجوز بدر وأخته وقالت لهما أنها لا محالة ستلحق  بزوجها فبدأ يبكيان
طلبت منها أن يجلسا بجوارها فعندها سر تريد أن تخبرهما به مسحا دموعهما ونظرا إليها فقالت أنا وصالح لسنا أبويكما الحقيقيين ولقد وجدناكما قرب الواد وكان مع الصبي قلادة فيها قرن فضة وقد إحتفظت بها لسنوات طويلة والآن سأمدها لك وأعطت الولد علبة صغيرة
واضافت إسمعوني إذا مت فالدار والبستان سيكون من نصيبكم لكم ما يكفي من المال لتعيشان جيدا وإذا إحتجتم لشيئ إذهبو لجاركم أبو محمد فإنه شخص ذو مروءة
بعد اسابييع ماټت فډفناها بجانب زوجها في طرف البستان وفي أحد الأيام خرج بدر للصيد وسار بجانب الواد حتى إقترب من القصر وكانت الأختان الشريرتين تجلسان تحت شجرة تشويان سمكا وتتحدثان
قالت أحدهما رغم كل محاولاتنا فإن الأمير لم يتخل عن سکينة ويزيد حبه لها مع الأيام بينما أنا زوجي يصيح في وجهي ويبدو منزعجا مني ولولا خوفه من الأمير لتخلص مني
ردت الأخرى أنت أحسن حال مني لقد تزوج الطباخ وأتى لي بضرة وأهملني
إقترب بدر سلم عليهما وطلب شربة ماء ولما رفع القلة ليشرب ظهرت القلادة وفي طرفها قرن فضي سألته إحداهن قلادتك جميلة من أين حصلت عليها 
أجاب أهداها لي أبي عندما ولدت
نظرت الأختان إلى بعضهما وقالتا له سنطعمك من سمكنا وأنت أعطنا من صيدك ما رأيك 
أجاب نعم ليكن الأمر كذلك
علمتا منه أنه يسكن في بستان مع أخته في الجانب الآخر من الواد عندما إنصرف بدر  
قالت الأخت الكبرى لم يعد لي رغبة في الأكل لقد فقدت شهيتي أما الأخرى فقد رمت صحنها وقالت لقد زادنا هذا الولد وأخته هما وغما إعتقدنا أنهما غرقا فإذا بهما على قيد الحياة وأصحاب مال وبساتين كأن الحظ لا يفارق سکينة بينما يغيب عنا فأي ذنب إرتكبنا يا أختي ليلازمنا سوء الطالع
ردت الأخرى لن يصلح حالنا إلا إذا تخلصنا من الولد والبنت وأخذنا ما يملكان من مال بإمكاننا حينئذ أن نطلب الطلاق ونبتعد عن القصر وعن سکينة ونتزوج بمن تهواه أنفسنا .
غدا صباحا سنركب زورقا ونذهب للبحث عنهما فالبستان لا يبعد كثيرا عن الواد ومن السهل العثور عليه بعد ساعة وصلتا إلى المكان الذي وصفه لهما الولد فنزلتا ومشيتا قليلا بين الأشجار ومن بعيد لاح لهما بستان مترامي الأطراف عليه سور
طرقتا الباب فخرجت بدور وأعلمتاها بقصتهما مع أخيها بدر فقالت لهما إنه في الصيد ولا يعود قبل منتصف النهار وأرتهما الدار وما في بستانها من خيرات فحسدتها الأختان على النعمة التي تعيش فيها
وقالت إحداهن لها لا ينقصك سوى واحد شيئ ليصبح هذا المكان جنة على وجه الأرض
سألتها بلهفة و ما هو هذا الشيئ يا خالتي
أجابتها نافورة الماء الفضي التي توجد في جزيرة العجائب لكن دونها أغوال وأهوال
قالت بدور أخي لا يرفض لي طلبا وسيحضرها لي خرجت الأختان وقد إنبسطت نفسيهما فهذه الجزيرة توجد في بحر الظلمات ولم يعد أحد منها حيا

الجزء_الرابع
قالت بدور أخي لا يرفض لي طلبا وسيحضرها لي خرجت الأختان وقد إنبسطت نفسيهما فهذه الجزيرة توجد في بحر الظلمات ولم يعد أحد منها حيا
...... لما رجع بدر من الصيد وجد أخته في إستقباله وقالت له أريدك أن تحضر لي شيئا ولكنه صعب المنال
رد بدر حسنا ماهو هذا الشيئ الذي تريدينه
صمتت الفتاة برهة ثم قالت نافورة الماء الفضي ولو أتينا به لأصبح البستان أكثر جمالا ستتناثر القطرات على الأرض وتنبت كل أصناف الورود والرياحين
قال بدر سآتيك بالنافورة وسيمتلأ بستان أبي وأمي بالزهور وستحلق فيه الفراشات
حضنت بدور أخاها وقالت إذا وجدت ذلك صعبا فلا تغامر بنفسك
في الصباح أسرج فرسه وحمل زاده وصرة دنانير ثم سار سبعة أيام حتى وصل قرب البحر وبدأ في السؤال عن جزيرة العجائب لكن الناس قالوا له إنها خرافة ولا وجود لها
في أحد الأيام رأى صيادا مسنا يصلح شبكته فسلم عليه رمقه الرجل بنظرة متفحصة وسأله هل أنت الغريب الذي يسأل عن جزيرة العجائب إن الأخبار تنتقل بسرعة في هذه القرى الصغيرة
بدا  على بدر الإهتمام  وقال نعم هل تعرف شيئا عنها 
هز الصياد  رأسه وأجاب ليس هناك شيئ مؤكد عندما كنت صبيا روى جدي شيئا عنها لكني لم أعد أذكر سوى أن مركبه غرق
 

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات