الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية أولاد فريدة بقلم إيمان فاروق

انت في الصفحة 27 من 50 صفحات

موقع أيام نيوز

الايام القادمة فهل ستكون فيها راحة ونعيم ام ستكون چحيم بفضل ما اقترفوه في حق تلك الدرة الغالية التي يجهلون قيمتها ويواروها بعيدا عن حياتهم برغم انها على عكس الكثيرات التي يتدخلن في حياة ابنائها فهى دائما بعيدة كل البعد عن تلك الخصوصيه التي تفرضها العلاقة الزوجية ولكنها ترجوا شئ واحدا وهو راحة فلذات كبدها الذين يتبرأون منها الأن ويتنصلون عن مراعتها في هذا الوقت الذي تحتاجهم هى فيه .
. . . . . . . . . . .
تسير في الطرقات بتيتها وهى تحمل بيديها المتعبة حقيبة صغيرة بها بعض من الاغراض البسيطة التي لا غنى عنها لها ..تتهطل الاعين بالدمعات حسرة على ما باتت به معهم فهى لم تتوقع ان تكون كبش فداء لسعادهم التي ظلت عمرها كله تحارب من أجلها ..كم ابتعدت عن اي
مشكلة مع زوجاتهم وفضلت الصمت حتى لا تنغص حيتة ابنائها ..كم فضلت الابتعاد كلما واجهتها الصعاب معهم ..كم اثارتهم على نفسها حتى يعيشوا في سلام بينهم ودون منغصات لهم ..كم باتت وحيدة تحلم بسعادتهم هم دون ان تنظر لنفسها هى لم تكن بالعبئ عليهم حتى تجد منهم هذا الجفاء .لذلك قررت البعاد علها ترتاح من صخب أفكارها وحتى لا تغضب عليهم ..ظلت تجوب الشوارع لتمر هنا وهناك وكأنها تودع تلك الممرات التي عاشت عمرها كله بصحبة زوجها الذي تركها ورحل بعيدا ليترك خلفة تركة محملة بالاعباء ..ترك لها خمس حكايات حاولت بقد استطاعتها ان تعيشها بكل حب وود لها لتتذكر اولادها الخمسة ومعانتها معهم .
فكمال ابنها البكري ذو شخصية سلبية امام زوجته احلام المتسلطة فهى ذات كلام معسول ومنمق وهذا ما يجعلها مميزة من يجالسها يقع اسير لها فهى لديها القدرة على اقناع الأخرين بما تراه في مصلحتها هى فقط .
اما رءوف ابنها الحنون كما تلقبه ولكنه هو الأخر اسير شح زوجته المړيضة التي تكره كل شئ عدا نفسها حتى امها لم ترحم من مرضها وتعنتها وشحها وهو المغلوب على امره معها يود اشياء كثيرة ولكنه لا يستطيع الافصاح حتى لا يدخل معها في منحنى اخر يؤرق حياته الأسرية .
ابنتها ابتهال وزوجها محمد الذي يبر امه الى ابعد الحدود ولكنه لا يساعدها على بر أمها كم اشتاقت لحديث ابنتها التي تعتبرها صديقتها المقربة ولكنها تعيش في دوامة اسرتها التي تغمسها مشاكلهم الحياتية بها بفضل زوجها الذي يرمي عليها كل الاعباء دون مراعية لمشاعرها واحتياجاتها في التواصل معها بسلبيتها امامه .
رهف ونديم وهنا انتابها الحنين لفتاتها الطيبة التي وقعت بين براسين رجل اناني في عشقها متصلت على قرارتها وبرغم انها تحاول الوصول معه على بر يريحها الا انه يماطل معها فكم تشتاق لعناق ابنتها الحنونة التي تغدقها بالكثير من المشاعر عبر شاشة جوالها وهى تحادثها صوت وصوره في كل الأوقات التي يكون هو خارج البيت لتكون هى انيستها في غربتها وسجنها الذهبي الذي تقطن به مع زوجها المستبد.
سامر وما اداراك ما سامر ..الصغير الذي يحتويها بحنانه وتحتويه هى بأحضانها الدافئة هو اليوم انضم الى قائمة اخويه السلبيين وقرر ان يأتي بزوجة مشابهة لزوجتيهما كم راقه طلبها في التنصل منها بل قبل تضحيتها وتركها لبيتها الذي عاشت عمرها كله به وكانت تظن انها ستخرج منه الى مسواها الأخير عندما يحين أجلها ..ليتها ما وصلت معهم الى هذا الطريق الشاق في رحلتها معهم ستختفي بأرادتها ورغما عنها وهى تظن انهم سيكونوا على ما يرام فالبعد عنهم اسلم القرارات فربما يجدوا سبيل الى الله ويطلبون العفو لما اقترفوه معها وهى لن تغضب عليهم ويكفيها حزنها المخيم على نايضها النازف الما لما تشاهده معهم اما ابنتها الصغيرة التي تمنت دوما ان تكون زوجة لهذا السامر فلها الله فمن المؤكد ان هذا هو الخير لها فالله سبحانه وتعالى لا يبعد عنك شئ الا ان يكون به خيرا ..وهى انسانة بقلب ملاك طيبة السيرة وحسنة الخلق ومن المؤكد ان الله سيهديها رجل يستحقها فهى تستحق كل الخير ..لذلك قررت الرحيل بعيدا وهى تدعوا الله ان تمر تلك المحڼة على خير ..لتكمل سيرها بعد ان تناولت قسط من الراحة على احد الاحجار الكبيرة التي تملاء تلك الشوارع الشعبية ويتخذها الناس هناك كمقاعد لهم تعينهم من مشقة الطريق ليسترحون فوقها قليلا كلما شعروا بالتعب.. لتكمل بعد ءلك السير وهى تحاول ان تستعيد نفسها وتربط على قلبها لتفكر بشكل عملي وجدي في تلك المعضلة وفي حياتها القادمة بعيدا عن أولادها الخمسة.
بقلم إيمان السابع عشر
جلست بعد ان انهت تجهيز طعام أم زوجها وبعد ان شاركها هو هذا العام لتنسحب هى من بينهم وهى ناقمة عليه فهو الابن البار بوالدته ولا يعينها على بر تلك السيدة التي دوما تحثها على طاعته والعيشة معه بما يرضي الله قررت فتح الحديث معه بعد باتت ليلتها تعاود الحديث بينها وبين نفسها مرارا وتكرارا علها تهدأ فبعد عودتها ليلا برفقة ابنتيها وابنيها الصغار وهى تتألم جراء نظرة فتاتيها اللاتي اتعبا ضميرها الذي حاولت أن تواريه وهى تبعد عن نفسها حمل تلك السيدة التي دوما تساندها لتقوم بواجبتها نحو زوجها واسرتها بل تعينها على اقامة حياة اسرية هادئة بفضل لين حديثها ومشورتها الهادئة..فهى كأم عاقلة لا تتدخل في شئون حياتها الا بالخير ودائما تتنازل عن حقها حتى أصبح تنازلها شئ مفروغ منه وحق مكتسب لهم مما جعلها تفكر في عرض الموضوع على زوجها عله يؤازرها ويتقبل أمها في حياتهم كما هى تتقبل أمه لتتذكر مواقف حياتية في ذاكرتها وهى تقصد بابها ذات مرة وهى في قمه ڠضبها من زوجها الذي يصر عليها بخدمة امه وشقيقته عندما تحضر
اليهم بعبئها وتجلس دون معاونة لهم بل تلقي عليها بثقل حملها .
اتهتف وقتها بضجر ماما ..انا خلاص قرفت ..مبقتش عارفة اخد راحتي في بيتي ..الاستاذ محمد ماسك في اخته وعيالها وجوزها كل يوم يجي طبعا علشان مراته وانا خلاص قرفت وزهقت .
تجيبها امها بتريث وهى تربت على فخذها برتبة حنونه يا خيبة ..دا كله خير ..ربنا يجعل بيتك مفتوح بحسك وحس جوزك ..وبعدين خدي هنا ..مش دا محمد اللي كنتي دايبه فيه 
ابتهال زافرة بضيق فهو بالفعل حب عمرها ورفيق دربها ولكنه يضعها في المرتبة الثالثة من حياته وليست الأولى كما كانت تتمنى مما جعلها تهتف قائلة ااه هوا محمد لكن مش هو اللي حبيته وكنت مفكرة انه هيبقى ليا ولبيته وولاده ..دا ملوش غير امه واخته بس ..انا لو هقولك على اللي بيعملوه مش هتصدقي ..دا بيفضلهم عليا وعلى نفسه كمان .
فريدة بنفس الابتسامة فهى كأم تود أن يكون ابنها بهذا الخلق نحوها ولكن ايضا لا يهمل زوجته او يكون عليها عبئ لذلك اجابتها بتعقل بصي يابنتي الكلام ده ميعبش جوزك وكونه بار بأمه دا لانها امه وهو كمان اتيتم من صغره يعني هى واخته
26  27  28 

انت في الصفحة 27 من 50 صفحات