الإثنين 25 نوفمبر 2024

الذئب والصياد

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


- سمعته؟
لكن الفلاح كرّر:
- انتظر أيضاً اللقاء الثالث.
لقيا ثعلباً. قال الفلاح له:
- يا ثعلب، ما رأيك بهذه القضية: هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أو لا ينسى؟
قال الثعلب:
-ماذا يهمك من ذلك؟ لمَ هذا السؤال؟

- لماذا؟ الذئب الذي تراه كان هارباً من الصيادين. توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس. وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة.
- ذئب كبير في هذا الكيس الصغير، قل هذا لغيري! هذا غير ممكن. لو رأيت ذلك، إذن لقلت لكما من المحق منكما.
أجاب الفلاح:
-إنه يدخل بكامله في الكيس: ما عليك إلا أن تسأله.
قال الذئب:
- هذا صحيح.
قال الثعلب حينئذ:
-لن أصدق شيئاً من ذلك ما لم أره بعيني. أرني كيف فعلت لتدخل ذلك الكيس! 
أدخل الذئب رأسه إلى الكيس. قال:
- هكذا فعلت.
قال الثعلب:
- قلتُ لك: ادخل بكاملك؛ لستُ أرى بعد كيف استطعت أن تفعل.
دخل الذئب بكامله في الكيس. حينئذ قال الثعلب للفلاح:
-الآن، اربط الكيس ربطة محكمة.
ربط الفلاح الكيس بحبل. فقال الثعلب:
-یا فلاح، حان الوقت لتُريَ إن كنت تعرف كيف يدق الفمحُ على البيدر.
سُرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب.
ولما كفَّ الذئب عن الحركة الټفت إلى الثعلب وقال له:
-يا ثعلب، أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر. وضربه الفلاح بالمدقة ضړبة قاضية ماټ منها الثعلب. قال الفلاح في نفسه:  
-من المؤكّد أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى! 
~تمت

 

 

انت في الصفحة 2 من صفحتين