نبي الله داود
انت في الصفحة 2 من صفحتين
واستمر جدال القوم المشركين بلاطائل، فكانوا يكيلون التهم الى سيدنا هود، وېكذبون رسالته، ويحاولون تفسير سبب دعوته لهم،”، ظنا منهم ومن ظلام عقولهم أن آلهتهم قد أصابت هود بالجنون والخبل اڼتقاما منها لصدهم عن عبادتها!!
وقد كان قوم هود قد غرتهم شدتهم وقوة أجسامهم وظنوا أن لن يقدر عليهم أحد..
فكلما جاءهم هود يدعوهم إلى رحمة الله، ويخوفهم بطشه، كالوا له التهم بالكذب، واستمروا فى إنكار رسالته..
وقد توهموا أنه إذا جاء أمر الله فإن أصنامهم التى يعبدونها هى من سينقذهم!!
ظل هودا يدعو أهل عاد سنينا، وكلما دعاهم، كلما ازداد بطشهم وظلمهم، إلى أن تحدى قوم عاد سيدنا هود أن يدعو ربه أن يهلكهم،
وانتظر هود وقومه وعد الله بهلاكهم..
وبدأت الأرض تجف، ولم تمطر السماء لوقت طويل جدا..
وألهبت الشمس رمال الصحراء، وكأن الشمس كانت فوق رؤوسهم من شدة الحر..
وهنا خاف أهل عاد وجاءوا الى هود عليه السلام يسألونه عن سبب هذا الذى يحدث!!
فما كان من نبى الله إلا أن يدعوهم مرة أخرى ألى رحمة من الله إذا آمنوا فقال هود: “يَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ”
وسخر قوم هود من دعوته مرة أخرى وتركوه وتولوا عنه!!
زاد الجفاف وماټ الأخضر من الزرع، وإذا فى يوم بسحب عظيمة تملأ السماء، وخرج قوم عاد يحتفلون، ”
ولكن كان ينتظرهم شيئا آخر فقال لهم هود: “بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ “، فهذا هو ماتحديتم به عظمة الله غرورا منكم وظنا أنكم تستطيعون النجاة..
وفجأة.. انقلب الجو!!
بدأت الرياح تشتد، وتحول الجو من الحر الشديد إلى البرد القارس، واهتزت الخيام والأشجار من شدة الرياح، حتى كانت الرياح تخلع عظام قوم هود من شدتها وتقطع جلدهم من برودتها!!
“وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ.. سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ..فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ”
دمرتهم الرياح وقضت على قوم هود، ومانفعهتهم آلهتهم، ولاشدة أجسامهم، ولاجبروتهم وطغيانهم..
هلك الكافرون الجبابره ونجا هود ومن معه
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد افضل الصلاة واتم التسليم وعلى اله وصحبه اجمعين