الإثنين 25 نوفمبر 2024

قصه وعبره

انت في الصفحة 1 من صفحتين

موقع أيام نيوز

تزوجها بالطريقة التي طالما أرادها ؛ أن ترى أمه فتاةً في إحدى المناسبات من عائلةٍ مماثلةٍ لهم ، وتُعاينَ أدَّق تفاصيلها وتتأكَّدَ أنها مطابقة للمواصفات التي يُحبها ، فقد كان همُّه الوحيد هو الجمال والنسب ، فلم تَدم الخطوبة سوى بضعة أسابيع ، لأن حاله المادي كحال عائلتها كما يقولون " فوقَ الريح"

، ولأنها كانت تُعامَلُ كأميرة ببيت أهلها ، وكلُّ كلامها مُطاع ؛ زوَّجوها رجلاً بنظرهم حلم أي فتاة" جمال ومال" كي يلبي طلبات ابنتهم التي لا تنتهي فلا تشعر أنّ وضعها قد تغيَّر عليها ولو بمقدار ذرَّة ، لتبدأَ بعد زواجهما بأسبوع واحد رحلةَ المشاكل

، فقد كان رجلاً يرغبُ إنْ قالَ لزوجته أنَّ اللبن أسود ، يجبُ أنْ تقولَ لهُ معكَ كل الحق ، وهذا الذي لم تعْتَد عليه ، فقد كانت ترى موافقتها له على أي طلب تعني الرضوخَ له ؛ وأوَّل مشكلة كانت عندما قال لها بشكل مفاجئ:

-لقد وعدتُ أهلي أننا سنذهبُ اليوم مساءاً لنسهرَعندهم فانتفضت غاضبة وعَلا صوتها وهي تقول :

-مساءاً يعني بعد ساعتين ؟! ولمَ لم تُخبرني قبل يومين، افرِضْ أنَّ لا رغبةَ لي بالخروج من المنزل

فتغلغل الڠضب داخله ، فلم يَجِدْ نفسه إلا وقد مد يده عليها وأخْرَجَ الشَّرار من عينيها ، وهي مصډومة  لبضع دقائق، فلم يستطيعا الذهاب كيلا يرى أحدّ علامات يديه على وجهها فلا يستطيعا تبرير ذلك أمام أهله ، فاعتذر منهم بحجة أنها مُتعبة قليلاً .

لم تقف المشاكل عند تلك المشكلة ، فبكل اختلاف بينهما ، وحتى إنْ جَلَبَتْ شيئاً للمنزل بدون علمه وموافقته عليه كان يوبخها بعد مشادَّة كلامية بينهما ، وعندما تحاول رد مد يديه لها أو تدعو عليه ،كان يتحوَّلُ مد يديه عليها بشكل اكبر .

لم تكن تُخبرُ أحداً من عائلتها حتى أمها ، ولا عائلته، خشيةَ أن تهتَزَّ صورتها أمامهم ، وحتى إن اضْطُرَّتْ أن تُقابل أحداً والعلامات على وجهها كانت تُبَرّر ذلك بأنها وقعت من السلم أو اصطدمت بالجدارأو بعمود ٍأو بأحد المارة في الشارع أو سقطت عليها حَلَّةٌ في المطبخ ، فكانوا يُرجّحون كل الحوادث التي تحصل معها للعَين التي أصابتها بسبب زواجها من فارس أحلام كل فتاة 

ومع مرور الأشهر لم يتغيّر بينهما شيء، فبكل مرة يوبخها كان يُصالحها بقطعة ذهب أو ملابسَ غالية الثمن مع خُروجةٍ لأفخم المطاعم ، فكانت تُفَوّتُ له كلَّ شيء، فلم يتغيَّر أحد منهما ، ولا أوصلا نفسيهما لحلّ يُرضيهما ، غير أنهما كانا رافضان أن يُدخِلا أحداً من عائلتيهما بينهما ، فكانا مع فكرة أنَّهُ لا يجبُ أن يَعرِفَ حتى أقربُ المقربين بخصوصيات بيتهما، لحينِ أنجبَتْ مولودهما الأول .

 

انت في الصفحة 1 من صفحتين