قصه جميله
انت في الصفحة 2 من صفحتين
فلما وجه الملك السؤال الي الصياد بعد حضوره فطن للمکيدة وقطع علي الملك خط الرجعة وقال السمكة خنثي لا هي ذكر ولا هي انثي، فعجب الملك من جوابه السديد وفطنته الثافبة وبديهته الحاضرة، ولما لم يكن هناك احد في مجلس الملك يستطيع ان يتبين حقيقة السمكة اعطاه الملك مائة جنية اخري حسماً للخلاف .
فقالت الملكة لزوجها اردت أن اخلصك من الورطة وادلك علي مسلك يحفظ عليك مال المملكة وكرامة الملك ولكن الصياد ماهر في الخديعة ضحك عليك مرة اخري ولما انصرف الصياد بحمله الثقيل ومبلغه الكبير وثروته الطائلة التي هبطت عليه من السماء فجأة وكان منذ لحظات لا يملك منها شيئاً اعترته الدهشة في حفظها فضاع منه اثناء الانصراف جنية فأصر علي البحث عنه بدقة وامعان وعز عليه أن يضيع منه وإن كان هذا الضياع سبباً في ان يلتقط الجنية واحد من الخدم .
ووجدت الملكة الفرصة سانحة مرة اخري لإثبات بعد نظرها وحسن تدبيرها وسداد رأيها فقالت للملك : أتترك الصياد دون أن تلومه علي بخله، فاستدعاه الملك ووبخه قائلاً : هبطت عليك من السماء ثروة طائلة ما كنت تحلم بها ولكنك تأبي ان تترك جنياً وحداً ضاع منك التقطه بعض السيارة من الحراس او الخدم، ولكن الملك فوجئ بالصياد يرد عليه يقول له : الملك صادق في أني اطلت البحث عن الجنية الضائع ولكن الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى والغرض مختلف تماماً عما قلت اطال الله بقاء الملك واسعد الرعية في عهده .
في احد وجهي الجنية الذهبي حروف اللغة العربية التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني، وفي الوجه الآخر صورة الملك فإن تركت الجنية ملقى علي الارض وطئت الاقدام الحروف التي يكتب بها القرآن واسماء الله الحسني فإذا انقلب الجنية علي الوجه الثاني تعرضت صورة الملك لنفس المهانة، فليس السبب في تعبي البخل الشديد ولكن السبب حرصى علي حفظ كرامة الحروف والصورة .
فقال الملك : زادك الله حرصاً ايها الصياد علي إكرام الحروف والصورة، إن كنت صادقاً وليس لنا دليل الا حسن الظن وإن كنت كاذباً فهي خدعة اريب، لقد غلبتني وغلبت زوجتي التي حرضتني عليك من وراء الستار مرتين فهنيئاً لك العطية المضاعفة وإن كيد النساء غلبه كيد الرجال .