في مدينه اوربيه
أنها سيدة متعلمة لكنني لن أسألها عن شيء..
أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها..
أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود.
وقالت أنا الآن متقاعدة كنت أعمل مدرسة لمادة الفلسفة جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار.
أنفقت كل ما كان معي وتركت ما يكفي لأعود إلى بيتي إلا أن سائق التاكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحدا زيادة فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة ولم أكن أدري أن ذلك ممنوع.
الموضوع ليس ماديا. ستقول لي بأن المبلغ بسيط سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.
قاطعت المرأة مبتسما أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك لكن أين البضاعة التي اشتريتها منك أين الحكمة
قالت فقط دقيقة.
قلت لها سأنتظر دقيقة.
قالت لي لا لا لا تنتظر.
قلت لم افهم شيئا !
قالت لعلك تعتقد أنك تعرضت لعملية احتيال
قلت ربما!
قالت سأشرح لك الحكمة هي فقط دقيقة
لا تنس هذه الكلمة أبدا في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قرارا عندما تفكر في أي مسأله في الحياة وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعط نفسك فقط دقيقه دقيقة واحده إضافية ستون ثانية لاغير.
في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل اتخاذ قرارك قد تتغير أمور كثيرة ولكن بشرط واحد.
قلت وما هو الشرط
قالت أن تتجرد عن نوازع نفسك وتودع في داخل دماغك وفي صميم قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة وتعالجها معالجة موضوعية دون تحيز.
إن كنت نويت أن تعاقب شخصا ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذرا فتخفف عنه العقۏبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائيا.
دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكا بإنسانيتك وأكثر بعدا عن أهوائك وغرورك.
دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة مجموعة كاملة من البشر!
قلت لها صحيح وأنا قبلت برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليك اليورو.
بسطت يدها وقالت تفضل أنا الآن
أرد لك الدين وأعيد لك ما