قصة " الإبن البار "
انت في الصفحة 2 من صفحتين
دموعها بكم بدلته وقال هذا الكلام يغضبني وأنت تعلمين ذلك أرجوك ماما لا تعيديها !
واقتربت أنا منها وقبلت يدها ورأسها وقلت أمين ماما .
مرت أيامي في هذا البيت ودهشتي فيه تزيد يوما بعد يوم كان هو من يغير لها الحفاض وكان يحممها في مكانها بفرشاة الإستحمام وكان يبلل لها شعرها ويسرحه لها وعندما تألمت من المشط أحضر لها مشط غريب كان من الورق المقوى ناعم من أجل فروة رأسها كان قد رآه في أحد الإعلانات التجارية أحضره لها ..
كان يرد عندما يعجب أحدهم بك فستشكريني عندها ټغرق في ضحك عميق ..
كنت أراه من خلف ذلك الضحك ينظر لها كطفل ما زال في السادسة من عمره !
لا أعرف ماذا قصد عندما أخبرني بأنه يريدني أن أعتني بها !!
في الواقع هو يفعل كل شيء أخبرني بأن وقت خروجه وعمله يستثقله عليها بأن تكون فيه وحيدة
كنت أستغرب كيف يجد وقت لكل ذلك فقط كنت أنا أساعدها في تناول وجباتها وأخذ أدويتها هذا كل دوري.
كان مع كل مناسبة يحضر لها ملابس جديدة ويشعرها بجو تلك المناسبة بمساعدة التكنولوجيا ..
وفي أحد المرات كان قد نسي إحضار حفاضا لها وعندما استيقظ ليلا للإطمئنان عليها شم رائحة غير جيدة فعرف أنها قد أطلقتها على نفسها !!
كان منهمكا في تنظيفها وهي تبكي وتقول أنت لا تستحق مني ذلك هذا ليس جزاء لائقا بك أدعو الله أن يعجل بما بقي لي من أيام.
أخبرها قائلا أفعل ذلك يا أمي بنفس درجة الرضا التي كنت تفعليها بي في صغري !!
وبكيت ليلتها كثيرا جدا
أنجبت منه ولد تمنيت أن يكون مثله في كل شيء فحملته وذهبت به عند جدته ووضعته في حضنها وقلت لها أريده مثل ابنك
ابتسمت وقالت صغيري هذا رزق لي والرزق بيد الله عزيزتي فادع الله أن يربيه لك .
كانت حياته كلها بر وبركة وخير لم يتذمر منها قط لا أمامي ولا أمام غيري ..
كانت رائحته تفوح بالبر بأمه حتى ظننت أنها تكفي جميع العاقين .
هذا الإبن البار هو الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي