الأحد 24 نوفمبر 2024

من اروع القصص _ للكاتب الروسي انطون شيخوف

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

- همست (يوليا فاسيليفنا) : لم آخذ

- قلت : ولكن ذلك مسجل عندي

- قالت : حسناً، ليكن

- واصلتُ : من واحد وأربعين نخصم سبعة وعشرين .. الباقي أربعة عشر

امتلأت عيناها الاثنتان بالدموع .. وظهرت حبات العرق على أنفها الطويل الجميل .. يا للفتاة المسكينة

- قالت بصوت متهدج : أخذتُ مرةً واحدةً .. أخذت من حرمكم (ثلاثة روبلات) .. لم آخذ غيرها

- قلت : حقا ؟ .. انظري وانا لم أسجل ذلك !! نخصم من الأربعة عشر ثلاثة .. الباقي أحد عشر .. ها هي نقودك يا عزيزتي !! ثلاثة .. ثلاثة .. ثلاثة .. واحد ، واحد .. تفضلي .

ومددت لها (أحد عشر روبلاً) ..

فتناولتها ووضعتها في جيبها بأصابع مرتعشة .. وهمست : شكراً

انتفضتُ واقفاً واخذتُ أروح وأجيء في الغرفة واستولى عليّ الڠضب

- سألتها : شكراً على ماذا ؟

- قالت : على النقود

- قلت : يا للشيطان ولكني نهبتك .. سلبتك ! .. لقد سړقت منك ! .. فعلام تقولين شكراً ؟

- قالت : في أماكن أخرى لم يعطوني شيئاً

- قلت : لم يعطوكِ ؟! أليس هذا غريبا !؟ لقد مزحتُ معك .. لقنتك درساً قاسياً ..

سأعطيك نقودك .. (الثمانين روبلاً) كلها .. ها هي في المظروف جهزتها لكِ !! ولكن هل يمكن أن تكوني عاجزة الى هذه الدرجة ؟ لماذا لا تحتجّين ؟ لماذا تسكتين ؟ هل يمكن في هذه الدنيا ألاّ تكوني حادة الأنياب ؟ هل يمكن ان تكوني مغفلة إلى هذه الدرجة ؟

- ابتسمتْ بعجز فقرأت على وجهها : “يمكن”

- سألتُها الصفح عن هذا الدرس القاسې وسلمتها ، بدهشتها البالغة ، (الثمانين روبلاً) كلها .. فشكرتني بخجل وخرجت

تطلعتُ في أثرها وفكّرتُ : ما أبشع أن تكون ضعيفاً في هذه الدنيا

انت في الصفحة 2 من صفحتين