الأحد 24 نوفمبر 2024

ىروي الدكتور الاردي

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز


وأسافر إلى بريطانيا للتخصص في جراحة المخ والأعصاب ويتم تعييني أستاذا مساعدا في كلية الطب بالجامعة الأردنية في منتصف الثمانينات بعد مرور أربع سنوات من خدمتي في كلية الطب ومستشفى الجامعة الأردنية .
اخترت يوما لتحقيق الحلم طلبت من أخي أن يحضر والدتي إلى عيادتي بحجة عمل فحوصات مخبرية في
الوقت الذي تكون العيادة فيه مزدحمة بالمرضى والمراجعين الذين يجلسون في صالة الانتظار حيث يفصلهم عني باب العيادة الذي تحرسه السكرتيرة جيدا .

طلبت من أخي أن يقنع والدتي بأن تتأنق وهي تزور ابنها في العيادة حيث حضرت وهي تلبس معطف الفراء الذي اشتريته لها من بريطانيا قبل ذالك بعام ومعه كانت تلبس حذاء لامعا وتحمل شنطة يد تماثل لون معطفها .
طلبت من السكرتيرة أن تخبرني عند حضور والدتي وأن تبقيها خارج باب العيادة خرجت لاستقبال والدتي واعتذرت للمرضى أن هذه السيدة ليست مريضة بل هي والدتي جاءت لزيارتي في أمر خاص .. قمت بإجراء الفحوصات المخبرية لوالدتي التي عادت مع أخي الى المنزل ..
أنهيت عملي مبكرا في ذلك المساء وعدت إلى الزرقاء حيث استقبلتني والدتي كعادتها بترحاب بالغ بعد تناول العشاء طلبت والدتي أن تجلس معي لوحدي .. قالت أتعلم يا ابني أن الله سبحانه وتعالى قد حقق لي اليوم حلما وبدأت تحدثني عن تلك السيدة الأنيقة في القاهرة وكأنها تحدثني عنها لأول مرة فقد نسيت تماما أنها قد أخبرتني عنها في تاكسي الاسكندرية قبل ثمانية عشر عاما .
بكت والدتي وأبكتني فوالله لم ار وجه امي بهذا النقاء وهذه الروعة مثلما شاهدته في تلك الليلة وجه أم راضية قانعة
حقق الله لها حلمها .
تمر السنون وأسافر لحضور مؤتمر طبي خارج الأردن يتصل بي
أخي ليعلمني پوفاة والدتي التي بالرغم من أنها سلمت روحها لبارئها إلا أن عيونها بقيت مفتوحة .. كان تفسير أحدهم أن لدى المرحومة أحد الاقارب مسافرين ... رجعت إلى الأردن حيث كانت عيونها لازالت مفتوحة ووجهها البهي يشع بالقناعة والرضى .
قلت لها وداعا ... يا قطعة من روحي ..أقسم أنها كانت مغمضة العينين عند ډفنها .....
رحمك الله يا وأمي 
د ابراهيم صبيح 
إذا أتممت القراءه صلوا علي اشرف المرسلين صلي الله عليه وسلم

انت في الصفحة 2 من صفحتين