القدر المتكلم
انت في الصفحة 2 من صفحتين
يارب أنستحق هذه المهانة..!!
وتكون الإجابة بسؤال أيضا
ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا
ألم أقل لك أنك أقل من أن تفهم الأقدار
ثم يمضيان بعد تعهد جديد من موسى بالصبر ..
فيمضي الرجلان
و يقوم الخضر الذي وصفه ربنا بالرحمة قبل العلم
پقتل الغلام ويمضي...
فيزداد ڠضب موسى عليه السلام
وهو النبي الذي يأتيه الوحي و يعاتب بلهجة أشد
تحول من إمرا إلى نكرا..
و الكلام صادر عن نبي أوحي إليه
لكنه بشړ مثلنا و يعيش نفس حيرتنا..!!
فيؤكد له الخضر مرة أخرى
ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا
ثم يمضيان بعد تعهد أخير من موسى كليم الله
بأن يصمت و لا يسأل..
فيذهبان إلى القرية فيبني الخضر الجدار
ليحمي كنز اليتامى..
ليحكي لنا قبل موسى حكمة القدر
قال هذا فراق بيني وبينك
سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا
هنا تتجلى حكمة الله التي لن تفهم بعضها
حتى يوم القيامة ..
إن الشړ نسبي..
و مفهومنا كبشر عن الشړ قاصر
لأننا لا نرى الصور الكاملة..!!
فالقدر أنواع ثلاث
النوع الأول
شړ تراه فتحسبه شړا فيكشف الله لك أنه كان خيرا
و هذا هو النوع الأول..
ونراه كثيرا في حياتنا اليومية..
وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم
النوع الثاني مثل قتل الغلام..
شړ تراه فتحسبه شړا لكنه في الحقيقة خير
لكن لن يكشفه الله لك طوال حياتك...!!
فتعيش عمرك و أنت تحسبه شړا..
هل عرفت أم الغلام حقيقة ما حدث
وهل أخبرها الخضر
لا
وبالتأكيد قلبها انفطر و أمضت الليالي الطويلة حزنا على هذا الغلام الذي ربته سنينا في حجرها ليأتي رجل غريب ېقتله ويمضي..
و بالتأكيد ..
هي لم تستطع أبدا أن تعرف أن الطفل الثاني
كان تعويضا عن الأول وأن الأول كان سيكون سيئا..
فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا..
فهنا نحن أمام شړ مستطير حدث للأم ولم تستطع تفسيره أبدا ولن تفهم أم الغلام أبدا حقيقة ما حدث إلى يوم القيامة..
لأننا نعرف فقط لماذا فعل الخضر ذلك..
أما هي فلم ولن تعرف..!!
النوع الثالث من القدر
و هو الأهم
الشړ الذي يصرفه الله عنك دون أن تدري لطف الله الخفي
الخير الذي يسوقه لك الله و لم تره و لن تراه و لن تعلمه
فهل اليتامى أبناء الرجل الصالح
عرفوا أن الجدار كان سيهدم ..
هل عرفوا أن الله أرسل لهم من يبنيه ...
الجواب قطعا لا.
هل شاهدوا لطف الله الخفي ..
الجواب قطعا لا.
هل فهم موسى السر من بناء الجدار..
الجواب قطعا لا.
نرجع إلى كلمة الخضر القدر المتكلم الأولى
إنك لن تستطيع معي صبرا
لن تستطيع أيها الإنسان أن تفهم أقدار الله ..
الصورة أكبر من عقلك ..
استعن بلطف الله الخفي لتصبر على أقداره
التي لا تفهمهما وثق في ربك فإن قدرك كله خير..
وقل في نفسك..
أنا لا أفهم أقدار الله..
لكنني متسق مع ذاتي..
و متصالح مع حقيقة أنني لا أفهمها
لكنني موقن كما الراسخون في العلم
أنه كله من عند الله.