الغابه المسحوره النصف الأول والثاني
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
الجميلات. وأسمى لطيفة. وكنت أغنى كثيرا بصوت عذب جميل وفي يوم من الأيام خطبني راع من رعاة الغنم. وكنت سعيدة في حياتي مع أسرتي. وقبل أن أتزوج بيوم واحد لبست ملابس الفرح والعرس لأجربها على نفسي وأتأكد من أنها مناسبة لجسمي. وأخذت أغني غناء يدل على أني مسرورة سعيدة فسمعني الساحر الشرير وهو مار في الطريق يلبس كما يلبس الفلاحون الذين يزرعون الأرض وأعجب بصوتي فدخل من باب حجرتي كأنه زوبعة أو ريح شديدة وأخذني وأنا بملابس الفرح وحملني إلى هذه الغابة وطار بي كالريح في الجو وأخذت أصيح بأعلى صوتي وأطلب من يساعدني ويخلصني من بين يديه وخرج خطيبي وأهلي وأقاربي ورائي وحاولوا إنقاذي فلم يستطيعوا ورجعوا كما أتوا. ومنذ ذلك الوقت أعيش طائرا في الغابة وأغنى للساحر في أي وقت يريده وأشتغل كأني مغنية خاصة به. تألم نبيل لحالها وفتح الصندوق وأخرج منه المرآة السحرية وأبعدها عن وجهه وقال لها انظري إلى المرآة وكررى هذه العبارة السحرية أت سرب ثلاث مرات ليزول عنك السحر وترجعي إلى صورتك الأولى. نظر الطائر إلى المرآة ونفذ ما أمر به فتحول الطائر في الحال بقدرة الله إلى فتاة جميلة تلبس ملابس الفرح والعرس كأنها في ليلة الزفاف والزواج. عجب نبيل كل العجب وتأكد أن هذه خطيبة الراعي. ولحظ أنها صغيرة السن في حين أن عريسها الذي انتظرها كل السنوات الطويلة الماضية صار هرما كبير السن أبيض الشعر مجعد الوجه.
واستمر مخلصا لها الإخلاص كله تلك السنوات الطويلة.
وحينما وصلوا إلى الراعي عرف عروسه وناداها باسمها وعرفته ونزلت من فوق حصانها ورمت نفسها بين ذراعي عريسها. فتح نبيل الصندوق وأخرج منه المرآة السحرية وقال للعروس هل تحبين يا لطيفة أن تكوني عجوزا مثل عريسك أو يكون هو شابا مثلك أجابت لطيفة إن أريد أن يبقى كما هو بدون تغيير لأنه كان وفيا مخلصا لي عشرات من السنين وأن أصير أنا امرأة عجوزا لأثبت له أني ما زلت أحبه كل الحب وأخلص له كل الإخلاص وهو رجل هرم كبير السن. قدم نبيل المرآة السحرية للطيفة ونظرت إليها وتمنت أن تكون عجوزا لتناسب عريسها الذي انتظرها تلك السنوات الطويلة فتحققت رغبتها في الحال وتحول وجهها الجميل إلى وجه فيه تجعدات كثيرة وذهب اللون الوردي وصارت ترى مثل سيدة كبيرة السن. فابتسم الراعي وقال إن السن لا تهمني ولا أفكر في السن. والمهم أن يكون القلب سليما قويا كقلوب الشباب. شكر الراعي وعروسه لنبيل معروفه وفضله وودعهما نبيل وابنة العمدة وتمنيا لهما حياة سعيدة وتركا الراعي وعروسه وحصانها الأبيض وجلس العروسان تحت الشجرة في الحقل يبتسم كل منهما للآخر ابتسامة عذبة حلوة كلها حب ووفاء وإخلاص.
النهاية