نسمه
بصوت تحشرج بالبكاء..
لو اتحبس يبقي أرحم عندي مېت مرة من أني اخسره للأبد..
قالت مني بلهفة.. الشړ بره وبعيد يا عبدو.. ربنا يحميه ويحفظه لشبابه وينور بصيرته إسلام ابن مني قادر يا كريم يارب..
أمن عبد الحميد على دعائها و رقية أيضا أمنت بقلبها بألحاح شديد تناجي ربها و تستجديه أن يستجيب لتجحظ أعين الجميع پصدمة حين أخترقت جملة عبد الحميد أذنهم يقول بصرامة..
عايزني أطلق من جوزي في ظروفه دي يا عمي!..
غمغمت بها رقية بذهول و قد أصبح عقلها غير قادر على الاستيعاب..
أنت بتقول ايه يا بابا.. إسلام أخويا روحه في رقية ويمكن هي اللي ملجمة تصرفاته شوية..
جري أيه يا عبد الحميد.. أنت عايز تفرق بين ابنك ومراته و تخلي الواد يتقهر زيادة ولا أيه..
قالتها مني وهي تعتدل بجلستها وتنظر له بنظرات ڼارية..
أطبق عبد الحميد جفنيه بقوة و تحدث بنفاذ صبر قائلا..
اقتربت آية و جلست بجوار والدها و أمسكت يده بين كفيها وتحدثت برجاء و تعقل..
بلاش يا بابا.. أحنا كده بنضغط على إسلام أوي وزيادة الضغط دي ممكن تخليه ينفجر ويتصرف تصرفات متهورة من غير تفكير..
أيوه يا عمي كلام آية صح بلاش نقسي عليه أكتر من كده و كفاية القلم اللي حضرتك ضربتهوله دلوقتي وبالله عليك سيبني اروحله..
ضړبت إسلام يا بابا!!!! .. غمغمت بها آية وقد تجمعت العبرات بعينيها و انهمرت بغزارة على وجنتيها حين حرك عبد الحميد رأسه بالايجاب..
روحي لجوزك يا رقية يا بنتي و خليكي جنبه مش هنبقي أحنا والزمن عليه.. قالتها مني وهي ترمق زوجها بنظرة ذات مغزي..
............................................ سبحان الله....
دوي صوت صرخات متتالية داخل عيادة الدكتورة تهاني الواقفة داخل المطبخ تردد بعض الأذكار أثناء تحضير طعام الغداء برفقة ابنتيها الجالستان حول والدهما على طاولة مستديرة..
بين لحظة وأخرى تدوي الصرخات تصم الأذن و تجعل القلوب ترتعد فزعا.. بينما شرف وعائلته يجلسون بهدوء وبرود أعصاب بعدما اعتادو على حالات الولادة التي تقوم بها تهاني يوميا..
أبرمي صابع المحشي كويس يا ندي علشان ميفكش وهو بيستوي.. أردفت بها تهاني وهي تجلس بجوارهم على الطاولة و تقوم بأطعام زوجها طبق من الكنافة بالمانجو الذي يفضله..
انتي مش هتنزلي تشوفي الحالة اللي خرمت ودنا صړيخ دي..
قالها شرف بمرح وهو يتناول من يدها الطعام بتلذذ..
ضحكت تهاني و هي تجيبه..
الطلق لسه في أوله بس هي حابة تدلع على جوزها شويتين..
رسم شرف الجدية على محياه الذي ما زال وسيم مغمغما.. من حق كل ست تدلع في اللحظة دي بصراحة يا أم نوح..
اممم.. طيب يا أبو نوح هتصل على ولادك اطمن عليهم..
دمدمت بها تهاني بقلق واضح على ملامحها الحنونة..
ارتفع حاجبي شرف بتعجب وهو يقول..
ما أنتي لسه مكلمة نوح من عشر دقايق و اطمنتي عليهم.. سبيهم يشوفوا شغلهم يا تونة ..
طيب هقولهم يجو علشان ياكلوا المحشي وهو سخن.. همست بها بنبرة طفوليه وصمتت للحظة وتابعت بتنهيدة..
قلقانة أوي بصراحة يا شرف.. حاسة ان في حاجة هتحصل و عايزة ولادي يكونوا هنا قبل الليل ما يدخل..
................................... الحمد لله .........
بشركة الحداد..
يقف نوح بين العمال يتابع الشغل بنفسهبل ويقوم بمشاركتهم والعمل علي الماكينات بيده مغمغما..
الهمة يا رجالة.. عايزين نخلص كل الشغل اللي ورانا دا علشان نرجع بيوتنا قبل ما الدنيا تشتي علينا..
الشغل كتير انهارده اللهم بارك وكده فيها سهرة لحد بعد نص الليل يا نوح..
قالها نور شقيقه وهو يعمل أيضا بجواره بمهارة وخفه اكتسبوها من والدهما منذ الصغر..
جملة نور جعلت القلق يزحف لقلب نوح فالأجواء اليوم تبشر بأن الليل سيكون عاصف و ممطر و لكن هناك جزء بقاع قلبه يشعر بشئ ما لا يدري ما هو إلا أنه يجعل دقات قلبه تنتفض انتفاضة جديدة كليا عليه فأطلق زفرة نزقة من صدره متمتما بسره..
خير.. خير يا نوح..
..................................... لا إله إلا الله ......
بشقة إسلام..
دلفت رقية للداخل تبحث عن زوجها بلهفة حتي رأته يقف خلف نافذة غرفة النوم بشرودالألم ظاهر على ملامحه عينيه متحجرة