الأحد 24 نوفمبر 2024

كواسي

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات

موقع أيام نيوز


وحشين.. ده حتى بيقولوا السمار نص الجمال.. 
نظرت ل إبراهيم و أخذت منه الهاتف وضعته بيد كواسي الواقفه محلها كما لو كانت تيبست و تابعت بأمر.. 
ردي علي الدكتور بسرعة عشان متصل من برة و المكالمة غالية أوي من عنده بس فداكي يا ست كواسي المهم نعالجك و تخفي من أمراضك النفسية دي بقي عشان تتخطبي و نفرح بيكي أنتي كمان .. 

ختمت حديثها بضحكة تشبه تماما ضحكة الساحرة الشريرة!
كواسي معاك أهي و سمعاك يا دكتور..
قالتها عزة و هي ترفع يدها التي بها الهاتف و وضعتها على أذنها ليصل إلى كواسي صوت رجولي هادئ يتحدث بلطف و إحترام شديد قائلا..
أولا قبل أي حاجة أنا بعتذر لك يا آنسة كواسي على قلة أدب و قلة زوق الاتنين اللي عندك دول على كل كلمة قالوها و أكيد زعلوكي بيها..
في تلك اللحظة شعرت كواسي برغبة قوية في البكاء تداهمها جاهدت للتحكم في دموعها حتى لا ټخونها و تسيل على وجنتيها و حاولت إخراج صوتها طبيعيا لكنه خرج مخټنق بالبكاء مدمدمة..
احمم.. أنا اللي آسفة إني مسمعتش كلام والدتي لما قالتلي مجيش هنا و جيت ..
أنهت جملتها و ركضت مسرعة للخارج وقد انهمرت دموعها من عينيها أغرقت وجهها..
أطبق جفنيه بقوة و هو ينهض من مكانه و يدور حول نفسه پغضب لا يعلم لما شعر بقبضة تعتصر قلبه حين استمع لصوتها الرقيق و الحزين رغم أنها اول مكالمة بينهما و لم يسبق له معرفتها فتحدث بنبرة راجية قائلا.. 
أرجوكي متزعليش و!..
دي زعلت و مشيت يا دكتور! .. أتاه صوت عزة بتلك الجملة و تابعت بصوت يملؤه الحقد قائلة.. 
وإحنا اللي عايزين نساعدها و نعالجها من جننها و نفسيتها المعقدة..
شعر بالغثيان فور سماع صوتها البغيض و تحدث بضيق قائلا.. 
أدى الفون ل إبراهيم من فضلك ..
أعطته عزة الهاتف أخذه منها و تحدث إليه قائلا.. 
معاك يا غالي..
رد الأخر بلهفة نجح في اخفائها و خرج صوته بطبيعته قائلا.. 
إبراهيم هات لي رقم كواسي من خطيبتك حالا..
أخرج إبراهيم الهاتف الخاص ب عزة من جيب بدلته و قام بفتحه و أظهر رقم كواسي و املاه له..
تمام يا إبراهيم.. و مبروك عليك خطيبتك.. سبحان الله يا أخي لايقين على بعض أنتو الاتنين بصراحة.. نفس الجليطة و قلة الزوق بالظبط ..
أنهى جملته و أغلق الهاتف بوجهه و قام بالاتصال على رقم كواسي و جلس ينتظر ردها بقلق جم و هو على يقين إنها تسير باكية بالطريق الآن..
.................... صل على محمد وآل محمد........
بمنزل كواسي..
وقفت صفيه بشرفة المنزل تنتظر عودة ابنتها پخوف يأكل قلبها..
يا صفيه كفاية وقفة في البلكونه عشان رجليكي اللي بټوجعك دي و ادخلي بقى اقعدي و أستنى كواسي جوه..
قالها سيد و هو يجذبها بمنتهى الرفق من معصمها يحثها على السير معه..
قالت صفيه بتنهيده حزينه.. 
سيبني يا سيد.. أنا مش هقعد و لا ارتاح إلا لما بنتي ترجع من عند البت دي..
صمتت لبرهة و أكملت ببوادر ڠضب.. 
تصدق أنا اكتشفت إن كل مرة كواسي تروح ل عزة دي بترجع زعلانه و عينيها زي ما تكون معيطة!.. تصدق يا سيد إن البت اللي بنتك بتحبها يمكن أكتر من كريمان و كندة أخواتها و دايما تقول عليها دي صاحبة عمري هي السبب في تعب نفسية بنتك! ..
اندهش سيد من ما تفوهت به و تسأل مستفسرا.. 
ليه بتقولي كده بس يا أم كواسي! ..
أطلقت صفيه زفرة نزقه من صدرها و هي تجيبه.. 
بعد الحركة الأخيرة اللي بت عزة عملتها مع بنتك دي أنا كشف علتها مع إن عمري ما درست بيطرة..
بيطرة!! بيطرة أيه يا وليه!..
رمقته صفيه بنظرة مغتاظه و هي تقول.. 
بيطرة.. طب بيطري بتاع البهايم يا راجل اللي بيعالج الناس اللي زي عزة كده..
متشليش ذنب بشتمتك ليها يا صفيه و التمسي العذر لغيرك و اتأكدي إن الناس مش زي بعضها و لا تربيتهم و أصولهم زي تربيتنا لبناتنا و الأصول اللي ربناهم عليها..
عذر أيه يا أبو عذر اللي التمسه للبت دي .. 
قالتها و هي تصفق له بكلتا يدها و تابعت بغيظ و هي تصطك على أسنانها.. 
أنا لو عليا كنت ببقى
 

انت في الصفحة 4 من 14 صفحات